المعنى: معنى القاعدة هو جبّ الإسلام خطايا من ارتكبها قبله، أي أنّ الإسلام يسقط عن الناس ما ارتكبوه قبل تشرفهم بالإسلام امتنانا لهم، فالكافر إذا ترك الواجبات و فعل المحرمات حال كفره ثم أسلم لم يكلف بقضاء الواجبات و لم يؤاخذ بالمحرمات، و عليه لم يجر على الكافر بعد إسلامه حد السرقة و الزنا و شرب الخمر و غيرها؛ لأنّ الإسلام يجبّ ما قبله. و أمّا صحة المعاملات و ثبوت الضمانات و بقاء الديون فلا توجب إشكالا في مدلول القاعدة؛ لأن إبطال تلك الأمور يكون على خلاف الامتنان بل يكون إمضاؤها مطابقا للامتنان و موافقا لجب الإسلام، كما لا يخفى. و بعبارة اخرى كان نطاق الجبّ هو حقّ اللَّه لا حقّ العبد.
المدرك: يمكن الاستدلال على اعتبار القاعدة بأمور على ما يلي:
1- الآيات: منها قوله تعالى قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ[1]. دلّت بظاهرها على أنّ الكفار إن تركوا الكفر (انتهوا) و أسلموا يغفر اللَّه لهم ما قد سلف منهم من الخطايا و المعاصي حال الكفر.