خرج عبد الله بن جعفر يوماً إلى ضيعة له ، فنزل على حائط به نخيل لقوم ، وفيه غُلام أسود يقوم عليه ، فأتى بقوته ثلاثة أقراص ، فدخل كلب ، فدنا مِن الغُلام ، فرمى إليه بقُرص فأكله ، ثمَّ رمى بالثاني والثالث فأكلهما ، وعبد الله ينظر إليه ، فقال : يا غُلام ، كمْ قوتُك في اليوم ؟
قال : ما رأيت .
قال : فلِمَ آثرت هذا الكلب ؟
قال : أرضنا ما هي بأرض كلاب ، وإنَّه جاء مِن مسافة بعيدة جائعاً ، فكرهت أنْ أرُدَّه .
قال : فما أنت صانع اليوم ؟
قال : أطوي يومي هذا .
فقال عبد الله بن جعفر : أُلامُ على السخاء وإنَّ هذا لأسخى مِنِّي .
فاشترى الحائط وما فيه مِن النخيل والآلات ، واشترى الغُلام ثمَّ أعتقه ووهب له الحائط بما فيه .