responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 281

وترك المُقابلة بالشَّرِّ ؛ لتحرز بذلك نعيمها ، وتصون بها دينها ؛ ثمَّ قالت لزينب : يا بنت عم ، كيف رأيت صنيع الله بنا في العقوق فأحببت التأسيِّ بنا . ثمَّ ولَّت باكية وكرهت الخيزران أنْ تُخالف زينب فيها فغمزت الخيزران بعض جواريها ، فعدلت بها إلى بعض المقاصير ، وأمرت بتغيير حالها والإحسان إليها ، فلمَّا دخل المهدي عليها . وقد انصرفت زينب ـ وكان مِن شأنه الاجتماع مع خواصِّ حرمه في كلِّ عَشيَّة ـ قصَّت عليه الخيزران قِصَّتها ، وما أمرت به مِن تغيير حالها ، فدعا بالجارية التي ردَّتها ، فقال لها : لمَّا رددتيها إلى المقصورة ما الذي سمعتيها تقول ؟ قالت : لحقتها في المَمرِّ الفُلانيِّ وهي تبكي في خروجها مؤتسية ، وهي تقرأ (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) ، ثمَّ قال للخيزران : والله والله ، لو لم تفعلي بها ما فعلت ما كلَّمتك أبداً ، وبكى بُكاءً كثيراً ، وقال : اللَّهمَّ ، إنِّي أعوذ بك مِن زوال النعمة . وأنكر فعل زينب ، وقال : لولا أنَّها أكبر نسائنا لحلفت ألا أُكلِّمها . ثمَّ بعث إليها بعض الجواري إلى مقصورتها التي أُخليت لها ، وقال للجارية : اقرئي عليها السّلام منِّي ، وقولي لها : يا بنت عَمِّ ، إن أخواتك قد اجتمعنَ عندي ، ولولا أنَّي أغمك لجئناك ؛ فلمَّا سمعت الرسالة علمت مُراد المهدي ؛ وقد حضرت زينب بنت سليمان ؛ فجاءت مزنة تسحب أذيالها ؛ فأمرها بالجلوس ، ورحَّب بها واستدناها ، ورفع منزلتها فوق منزلة زينب بنت سليمان بن علي ، ثمَّ تفاوضوا أخبار أسلافهم ، وأيَّام الناس ، والدول وتنقُّلها ، فما تركت لأحد في المجلس كلاماً ، فقال لها المهدي : يا بنت عم ، والله ، لولا أنِّي لا أُحبُّ أنْ أجعل لقوم أنت منهم مِن أمرنا شيئاً لتزوَّجتك ، ولكنْ لا شيء أصون لك مِن حِجابي ، وكونك مع أخواتي في قصري : لك ما لهنَّ ، وعليك ما عليهنَّ ، إلى أنْ يأتيك أمر مَن له الأمر فيما حَكم به على الخَلق ، ثمَّ أقطعها مِثل ما لهنَّ مِن الإقطاع وأخدمها وأجازها ، فأقامت في قصره إلى أنْ قُبِض المهدي وأيَّام الهادي وصدراً مِن أيَّام

نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست