عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : (إنَّ مسلم بن عقبة بايع الناس على أنَّهم عبيد ليزيد ، ومَن أبى ذلك أمَرَّهُ مُسرف على السيف) .
ونظر الناس إلى علي بن الحسين السجَّاد وقد لاذ بالقبر وهو يدعو ، فأُتي به إلى مُسرف وهو مُغتاظ عليه ، فتبرَّأ منه ومِن آبائه ، فلما رآه وقد أشرف عليه ارتعد وقام له وأقعده إلى جانبه ، وقال له : سَلني حوائجك ، فلم يسأله في أحد مِمَّن قُدِّم إلى السيف إلاّ شفَّعه فيه ، ثمَّ انصرف عنه .
وقيل لمسلم : رأيناك تسبُّ هذا الغُلام وسلفه ، فلما أُتي به إليك رفعت منزلته ؟!
فقال : ما كان ذلك لرأيٍ مِنِّي لقد مُلئ قلبي منه رُعباً [1] .