الفصل الرابع طلعته المباركة و من مكارمه و اخلاقه الفاضلة
فى تاريخ الفقه الشيعى و مرجعية الامامية مراحل و دورات بارزة و لكن من ابرزها نعدّ ظهور الشيخ الاعظم الانصارى فى القرن الثالث عشر الذى له دور بارز فى تجديد منهجية الفقه و الاصول و تطورها، امّا فى الزهد و التقوى و الفضائل و المكارم الانسانية بلغ قمتها و ترك ثروة علمية عظيمة و تراثا معنويا كبيرا و جمع بين العلم و العمل و وضع طريقا إلهيا لتلامذته و اتباعه استمر الى يومنا هذا و هو ينطبق على ما خط خطّته نبينا و ائمتنا (صلوات الله عليهم اجمعين) نسأل الله تثبيت اقدامنا فيه الى يوم الدين.
امّا فضائله الجمة و مكارمه الكثيرة لا تعد و لا تحصى و ليست هذه المقدمة محل تفصيلها و نقتصر منها على شيء يسير من اقوال بعض معاصريه و تلامذته.
ممن شاهد الشيخ الاعظم و ذكر اوصافه الظاهرية او اخلاقه الفاضلة:
الاول- السيد الميرزا محمد الشهرستانى يقول فى الموائد:
«كان [الشيخ الاعظم] رجلا طويلا مع كريمة حمراء، صبيح الوجه و فيه من اثر الجدرى، المليح، حسن المواجهة و المازح» [1]
[1]- الموائد: السيد الميرزا محمد الشهرستانى: المأخوذ من المآثر و الآثار: ص 244.