نام کتاب : الفن القصي في القرآن الكريم نویسنده : خَلَف الله، محمد جلد : 1 صفحه : 386
بما يدعو إليه من أفكار و مبادئ و مثل و هي نظرية تجد معارضة شديدة فالفرد أي فرد-من المستحيل أو من العسير أن يتيسّر له ذلك إلا إذا كانت أبعاد عصره التاريخية و أحوال مجتمعه المادية و المعنوية و ظروف بيئته التحتية و الفوقية تعينه على ذلك و لا يتوفّق له ذلك و لا يكتب له النجاح إلا بتبديل الظروف المادية على وجه التخصيص و لنضرب لذلك مثلا من المسيحية فرغم سمو المبادئ التي نادى بها عيسى بن مريم فقد ظل المؤمنون بدعوته على هيئتهم رغم ثمانة الرأسمال الرمزي الذي كان بين أيديهم و لم تتبدّل أحوال المسيحيين و المسيحية إلا بعد اعتناق الأباطرة الرومان لها و انتقالها إلى مجتمعات و بيئات ذات أحوال مادية مختلفة تمام الاختلاف عن أحوال البيئة و المجتمع اللذين بشّر بها فيها ابن مريم.
ب-انقسام الجماعات:
ما إن يدعو رسول إلى عقيدته أو مصلح إلى دعوته حتى ينقسم الناس حياله إلى فرقتين: الذين هداهم اللّه فاتّبعوه و الذين لم يهتدوا فعارضوه. و يقرّر القرآن أن هذا ناموس عام من النواميس الاجتماعية و أنه انطبق على أمم جميع الأنبياء و يطلق القرآن على المناوئين وصف عَدُوًّا مِنَ اَلْمُجْرِمِينَ[1] و أن ذلك حدث لِكُلِّ نَبِيٍّ[2] بل إن ناموس الفرقة و الاختلاف ينطبق على الأسرة الواحدة و في البيت الواحد و أمثلته: فرعون و زوجته و نوح و ابنه و إبراهيم و أبوه.
و لتلك الفرقة أسباب منها الأحوال المعيشية فالأغنياء يشكّلون على الدوام حزب المعارضة و ينفقون الأموال الجسمية في صد الناس عن الاستماع لداعي الإصلاح في حين أن الفقراء هم الذين يسارعون إلى الاستجابة للأنبياء و يقفون معهم و يشدّون أزرهم.
و يسمّي القرآن الفرقة الأولى: المستكبرين أو الملأ و يفسّره الراغب الأصفهاني في المفردات بأنهم الذين يملئون العين مهابة. و يطلق على الفرقة الأخرى: المستضعفين أو الأراذل و بداهة تتعارض توجّهات الفرقتين حتى تستعر بينهما الخصومة و يبلغ الصلف بالمستكبرين مداه حين يدّعون أن من أسباب رفضهم الانضواء تحت راية النبي هو انضمام