صلاة الاستسقاء ثابتة بنصّ الكتاب والسنّة وقيام الإجماع ، قال تعالى : ( وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِِ...) ، ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ) .
وجاء في الحديث أنّ أهل المدينة أصابهم قحط ، فبينا رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) يخطب ، إذ قام إليه رجل فقال : هلك الكراع والنساء ، فادعُ الله أن يسقينا ، فمدّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يديه ودعا . قال أنس : وكانت السماء كالزجاجة ، فهاجت ريح ثُمّ أنشأت سحاباً ثُمّ اجتمع ، وأرسلت السماء خيراتها ، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا ، فلَم تزل تمطر إلى الجمعة الأخرى ، فقام إليه الرجل وقال : يا رسول الله ، تهدّمت البيوت ، واحتبس الركبان ، فادعُ الله أن يحبسه ، فابتسم ثُمّ قال : ( اللّهم حوالينا ولا علينا ) . فنظرت إلى السماء تتصدع حول المدينة كالإكليل .
أمّا سبب هذه الصلاة فالجدب وقلة الأمطار وغور الأنهار ، وقد اتفقوا على أنّه إذا تأخر السقي بَعد الصلاة يستحب تكرارها ، وأن يصام لها ثلاثة أيام ، وأن يخرج الناس مشاةً خاشعين متضرعين ومعهم النساء والأطفال والشيوخ والعجائز والدواب ؛ ليكون ذلك أدعى لرحمة الله .
واتفقوا على أنّها تصحّ جماعة وفرادى ، وأنّه لا أذان لها ولا إقامة ، وأنّه