[1]. أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد
الرحمن، يعرف بابن عقدة، قال النجاشيّ:
هذا رجل جليل من أصحاب الحديث
مشهور بالحفظ، و الحكايات تختلف عنه في الحفظ و عظمه و كان كوفيا زيديا جاروديا
على ذلك حتّى مات، و ذكره أصحابنا لاختلاطه بهم و مداخلته اياهم و عظم محله و ثقته
و أمانته.
و قال الخطيب في ج 5 ص 14 من
تاريخه المعروف بتاريخ بغداد: كان أحمد حافظا عالما مكثرا، جمع التراجم و الأبواب
و المشيخة، و أكثر الرواية، و انتشر حديثه، و روى عنه الحفاظ و الأكابر الى أن
قال« و عقدة: والد أبى العباس، و انما لقب بذلك لعلمه بالتصريف و النحو، و كان
يورق بالكوفة و يعلم القرآن و الأدب- ثم نقل بواسطتين عن أبى على النقار أنّه
قال-: سقطت من عقدة دنانير على باب دار أبى ذر الخزاز، فجاء بنخال ليطلبها، قال
عقدة: فوجدتها ثمّ فكرت فقلت: ليس في الدنيا غير دنا نيرك؟ فقلت للنخال: هى في
ذمتك و مضيت و تركته. و كان يؤدب لابن هشام الخزاز فلما حذق الصبى و تعلم، وجه
اليه ابن هشام دنانير صالحة، فردّها فظنّ ابن هشام أن عقدة استقلّها فأضعفها له،
فقال عقدة:
ما رددتها استقلالا و لكن سألنى
الصبىّ أن أعلّمه القرآن فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن فلا أستحلّ أن آخذ منه
شيئا و لو دفع الى الدنيا. و كان عقدة زيديا و كان ورعا ناسكا، و انما سمّى عقدة
لاجل تعقيده في التصريف، و كان وراقا جيد الخط، و كان ابنه أبو العباس أحفظ من كان
في عصرنا للحديث- ثم ذكر شطرا ممّا يدلّ على كثرة حديثه و حفظه و مكتبته حتّى
قال:« قال الصورى: و قال لي أبو سعيد المالينى: أراد أبو العباس أن ينتقل من
الموضع الذي كان فيه الى موضع آخر، فاستأجر من يحمل كتبه و شارط الحمالين أن يدفع
لكل واحد منهم دانقا لكل كرة، فوزن لهم اجورهم مائة درهم و كانت كتبه ستمائة حمل.
و بالجملة ولد ابن عقدة سنة 249 و مات 332. راجع تاريخ الخطيب ج 5 ص 22 و 23.