انظروا رحمكم الله إلى
هذا التأديب من الأئمة ع و إلى أمرهم و رسمهم في الصبر و الكف و الانتظار للفرج و
ذكرهم هلاك المحاضير و المستعجلين و كذب المتمنين و وصفهم نجاة المسلمين و مدحهم
الصابرين الثابتين و تشبيههم إياهم[1] على الثبات
بثبات الحصن على أوتادها فتأدبوا رحمكم الله بتأديبهم و امتثلوا أمرهم و سلموا
لقولهم و لا تجاوزوا رسمهم و لا تكونوا ممن أردته الهوى و العجلة و مال به الحرص
عن الهدى و المحجة البيضاء وفقنا الله و إياكم لما فيه السلامة من الفتنة و ثبتنا
و إياكم على حسن البصيرة و أسلكنا و إياكم الطريق المستقيمة الموصلة إلى رضوانه
المكسبة سكنى جنانه مع خيرته و خلصائه بمنه و إحسانه
باب 12 ما يلحق الشيعة
من التمحيص و التفرق و التشتت عند الغيبة حتى لا يبقى على حقيقة الأمر إلا الأقل
الذي وصفه الأئمة ع
[3]. أي ابتلاءكم و اختباركم قد عادت، فإنّ النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله قد بعث في زمان ألف الناس بالباطل و جروا عليه، و نشئوا فيه
من عبادة الأصنام و عادات الجاهلية، ثمّ الناس بعد الرسول« ص» رجعوا عن الدين
القهقرى الى سنن الكفر و نسوا سنن النبيّ« ص» و ألفوا البدع و الاهواء، فلما أراد
أمير المؤمنين عليه السلام ردهم الى الحق قامت الحروب و عظمت الخطوب، فعاد الزمان
كما كان قبل البعثة مثل ما كان في قصة صلاة التراويح و غيرها.