هذه الشرذمة المنفردة عن هذا الخلق الكثير المدعين للتشيع
الذين تفرقت بهم الأهواء و ضاقت قلوبهم عن احتمال الحق و الصبر على مرارته و
استوحشوا من التصديق بوجود الإمام مع فقدان شخصه و طول غيبته التي صدقها و دان بها
و أقام عليها من عمل على
قول أمير المؤمنين ع لا تستوحشوا
في طريق الهدى لقلة من يسلكه.
و استهان و أقل الحفل
بما يسمعه من جهل[1] الصم البكم
العمي المبعدين عن العلم فالله نسأل تثبيتا على الحق و قوة في التمسك به و
بإحسانه
[4]. ليس في الكافي« فى دينه»، ثمّ اعلم أنّه كان
للقائم عليه السلام غيبتان أوليهما من زمان وفاة أبيه عليهما السلام الى فوت أبى
الحسن عليّ بن محمّد السمرى رابع السفراء، و وفاة الامام ابى محمّد العسكريّ ع 9
ربيع الأوّل سنة 260، و وفاة السمرى 15 شعبان المعظم-- سنة 329 فتكون الغيبة الأولى
التي تسمى بالصغرى قريبا من 70 سنة، ثمّ بعدها تكون الغيبة الأخرى الطويلة و تسمى
بالغيبة الكبرى. و النواب الأربعة الذين يعبر عنهم بالسفراء اولهم أبو عمر عثمان
بن سعيد العمرى، و الثاني ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان، و الثالث أبو القاسم حسين
بن روح، و الرابع أبو الحسن محمّد بن على السمرى.