عن العلم[1] و أهل
المعرفة مسلمون لما أمروا به ممتثلون له صابرون على ما ندبوا إلى الصبر عليه و قد
أوقفهم العلم و الفقه مواقف الرضا عن الله و التصديق لأولياء الله و الامتثال
لأمرهم و الانتهاء عما نهوا عنه حذرون ما حذر الله في كتابه من مخالفة رسول الله ص
و الأئمة الذين هم في وجوب الطاعة بمنزلته لقوله- فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ[2] و لقوله أَطِيعُوا
اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[3] و لقوله وَ أَطِيعُوا
اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا
أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ[4] و في قوله في الحديث
الرابع من هذا الفصل حديث عبد الله بن سنان كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها
إمام هدى و لا علما يرى دلالة على ما جرى و شهادة بما حدث من أمر السفراء الذين
كانوا بين الإمام ع و بين الشيعة من ارتفاع أعيانهم و انقطاع نظامهم لأن السفير
بين الإمام في حال غيبته و بين شيعته هو العلم فلما تمت المحنة على الخلق ارتفعت
الأعلام و لا ترى حتى يظهر صاحب الحق ع و وقعت الحيرة التي ذكرت و آذننا بها
أولياء الله و صح أمر الغيبة الثانية التي يأتي شرحها و تأويلها فيما يأتي من
الأحاديث بعد هذا الفصل نسأل الله أن يزيدنا بصيرة و هدى و يوفقنا لما يرضيه
برحمته