responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 46

قبل مروان بن محمد، فلقيهم و قتل أبو حمزة فى جماعة من أصحابه بمكة، فى سنة ثلاثين و مائة، و كان الذى قدم إلى مكة، عبد اللّه بن يحيى الكندى الأعور، الملقب طالب الحق، الثائر باليمن، فى عشرة آلاف، و قيل فى سبعمائة، و ما ذكرناه من خبره، ملخّض مما ذكره أهل الأخبار، و قد ذكر خبره أبسط من هذا، غير واحد من أهل الأخبار، منهم ابن الأثير و غيره، فنذكر شيئا من ذلك لما فيه من الفائدة، قال ابن الأثير، فى أخبار سنة تسع و عشرين و مائة:

ذكر أبى حمزة الخارجى و طالب الحق‌

و فى هذه السنة: قدم أبو حمزة، و بلج بن عقبة الأزدى الخارجى من الحج، من قبل عبد اللّه بن يحيى الحضرمى طالب الحق محكما مظهرا للخلاف على مروان بن محمد، فبينما الناس بعرفة، ما شعروا إلا و قد طلعت عليهم أعلام و عمائم سود على رءوس الرماح، و هم سبعمائة، ففزع الناس حين رأوهم، و سألوهم عن حالهم، فأخبروهم بخلافة مروان و آل مروان، فراسلهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، و هو يومئذ على مكة و المدينة، و طلب منهم الهدنة، فقالوا: نحن بحجّنا أضنّ، و عليه أشح، فصالحهم على أنهم جميعا آمنون بعضهم من بعض، حتى ينفر الناس النفر الأخير، فوقفوا بعرفة على حدة، و دفع بالناس عبد الواحد، فنزل بمنى فى منزل السلطان، و نزل أبو حمزة بقرن الثعالب، فأرسل عبد الواحد إلى أبى حمزة الخارجى، عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علىّ، و محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، و ربيعة بن أبى عبد الرحمن، فى رجال أمثالهم، فدخلوا على أبى حمزة و عليه إزار قطرىّ غليظ، فتقدمهم إليه عبد اللّه بن الحسن، و محمد بن عبد اللّه، فنسبهما فانتسبا له، فعبس فى وجوههما، و أظهر الكراهة لهما، ثم سأل عبد اللّه بن القاسم، و عبيد اللّه بن عمر، فانتسبا له، فهش إليهما و تبسم فى وجوههما، و قال: و اللّه ما خرجنا إلا لنسير بسيرة أبويكما، فقال له عبد اللّه بن الحسن: و اللّه ما خرجنا لتفضل بين آبائنا، و لكن بعثنا إليك الأمير برسالة، و هذا ربيعة يخبركها.

فلما ذكر له ربيعة نقض العهد، قال أبو حمزة: معاذ اللّه أن ننقض العهد، أو نخيس به، و اللّه لا أفعل و لو قطعت رقبتى هذه، و لكن تنقضى الهدنة بيننا و بينكم. فرجعوا إلى عبد الواحد فأخبروه، فلما كان يوم النفر الأول، نفر عبد الواحد فيه، و خلى مكة، فدخلها أبو حمزة بغير قتال، فقال بعضهم فى عبد الواحد [من الكامل‌]:

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست