responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 139

و من مكاشفاته على ما أخبرنى به بعض أصحابنا: أن بعض الناس أرسل مع المخبر لى بخمسين درهما يعطيها للشيخ موسى المذكور، فجاء بها إليه، فردها، فسأل الآتى بها المرسل له بها: هل فيها شبهة؟ فقال: نعم. فأعطاه خمسين درهما من غير هذه الجهة، و أمر بإعطائها للشيخ موسى، فامتنع من قبولها ثانيا، فلامه الرسول على امتناعه، فقال له: تطعمنى النار! و أخبرنى صاحبنا المشار إليه: أنه أحضر للشيخ موسى حقّا فيه زنجبيل مربّى، فأكل منه الشيخ موسى أكلا كثيرا، فخطر ببال صاحب الزنجبيل، أنه لا يؤكل على هذه الصفة، لكونه يتداوى به، فما انقضى هذا الخاطر، إلا و الشيخ موسى قد أعرض عن الأكل، و غطّى الحقّ و قال: ما بقينا نأكل شيئا.

و أخبرنى أيضا، أن بعض أصحابه دعاه إلى منزله، و الشيخ موسى عنده، فقال له الشيخ موسى: تغدّى؟ فقال المخبّر لى: فقلت فى نفسى: أنا صائم. فقال الشيخ موسى: تعشّى عنده بعد المغرب.

و أخبرنى صاحبنا المشار إليه، عن الشيخ موسى بمكاشفات أخر، و هذا معنى ما أخبرنى به. و أخبرنى أيضا أن بعض أصحابه، تخوّف من بعض الأمراء لما ورد إلى مكة، قال: فاجتمعت بالشيخ موسى، و شكوت عليه ذلك، فقال: ما يصيبه إلا خير، فسلم من شر الأمير.

و مما بشّر به على ما أخبرنى به بعض أصحابنا، أنه استفتى بعض علماء مكة عن مسألة، فقال فى آخر السؤال: و يحجّون بالناس، و يقفون بهم بعرفة و غيرها، فقدّر أن المسئول حجّ بالناس، و فعل ما أشار إليه الشيخ موسى.

و أخبرنى المخبّر لى بهذه الحكاية، أنه عاد بعض الناس، فلما خرج من عنده، لقى الشيخ موسى، فقال له: كنتم عند فلان؟ فقال له المخبر: نعم. فقال له الشيخ موسى:

ما يجى‌ء منه شى‌ء. فمات الرجل المشار إليه فى مرضه ذلك.

و بشارته و مكاشفته كثيرة، و قد سمعت بعض أصحابنا يقول: لم أر أكثر منه مكاشفة. و كنت أنا أجتمع به كثيرا، و أستفيد منه أشياء حسنة، و أول اجتماعى به بالقاهرة، فى سنة ثمان و تسعين و سبعمائة، و توجه فيها أو بعدها بقليل إلى الحجاز، فحج و جاور بالحرمين الشريفين، و كان يغيب فى برارى المدينة اليوم و اليومين، ثم يأتى و يخبر ببعض ما شاهده من الأمور التى أشرنا إليها و غيرها، و كان يجوع كثيرا و ينفر من الناس، و يسألونه من الأكل عندهم، فيمتنع مع شدة جوعه، ثم تحيل عليه الناس، حتى استألفوه قليلا قليلا، فأنس بهم و صار يأكل عندهم، فكثرت شهوته للطعام، و صار

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست