responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 122

الحاج طاشتكين، وصل بعسكر كثير و سلاح و عدد من المنجنيقات و النّفّاطين و غير ذلك، فجمع الأمير مكثر الشرف و العرب على قدر وسعه لضيق الوقت.

و لم يحج مكة إلا القليل، و بات الحاج بعرفة، و لم يبت بمزدلفة، و لم يرم إلا جمرة العقبة، و لم ينزل منى، و لا بات بها إلا ليلة، و نزل الأبطح، و قاتل فى نزوله الأبطح فى بقية يوم النحر، و فى اليوم الثانى و الثالث، و قوى القتال على أهل مكة، و أحرقت من دورها عدة دور، و نهبت الدور التى على أطراف البلد من ناحية المعلاة.

و فى اليوم الرابع، خرج مكثر من مكة، بعد أن سلّم الحصن- يعنى الذى بناه على أبى قبيس- لأمير الحاج، و سلّمت مكة إلى الأمير قاسم بن مهنا أمير المدينة، و كان وصل صحبة أمير الحاج، لأنه كان سافر فى هذه السنة إلى [.....] [1] و إلى العراق، و أقامت مكة بيد الأمير قاسم ثلاثة أيام، ثم سلّمت للأمير داود، بعد أن أخذ عليه ألا يغيّر شيئا مما شرط عليه، من إسقاط المكوس و غير ذلك من الأرفاق، و أمر أمير الحاج بهدم الحصن المشار إليه. انتهى بالمعنى.

و ذكر ابن الأثير شيئا من خبر الفتنة التى بين أمير الحاج و مكثر المشار إليهما، لأنه قال فى أخبار سنة إحدى و سبعين و خمسمائة: فى هذه السنة فى ذى الحجة، كان بمكة حرب شديدة بين أمير الحاج طاشتكين، و بين الأمير مكثر بن عيسى أمير مكة، و كان الخليفة قد أمر أمير الحاج بعزل مكثر و إقامة داود مقامه، و سبب ذلك، أنه كان قد بنى قلعة على جبل أبى قبيس، فلما سار الحاج من عرفات، لم يبيتوا بالمزدلفة، و إنما اجتازوا بها، و لم يرموا الجمار، إنما رمى بعضهم و هو سائر، و نزلوا الأبطح، فخرج إليهم ناس من أهل مكة فحاربوهم، و قتل من الفريقين جماعة، و صاح الناس: الفرار إلى مكة، و هجموا عليها، فهرب أمير مكة مكثر، فصعد إلى القلعة التى بناها على جبل أبى قبيس، فحصروه بها، ففارقها و سار عن مكة، و ولى أخوه داود الإمارة بها، و نهب كثير من الحجاج بمكة، و أخذوا من أموال التجار المقيمين بها شيئا كثيرا، و أحرقوا دورا كثيرة.

و من أعجب ما جرى، أن إنسانا زرّاقا، ضرب دارا فيها بقارورة نفط فأحرقها، و كانت لأيتام، فأحرق ما فيها، ثم أخذ قارورة أخرى، فأتاه حجر فأصاب القارورة فكسرها، فاحترق هو بها، فبقى ثلاثة أيام يتعذّب بالحريق، ثم مات.

و ذكر ابن جبير فى «رحلته» شيئا من حال مكثر هذا، فمن ذلك: أن خطيب مكة


[1] ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست