نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 6 صفحه : 112
معها، و إن حاضت حاض معها، و صاحب المرأتين بين نارين تشتعلان. و كان ينكح أربعا جميعا، و يطلقهن جميعا. و قال محمد بن وضاح، عن سحنون بن سعيد، عن عبد اللّه بن نافع الصائغ: أحصن المغيرة بن شعبة، ثلاثمائة امرأة فى الإسلام. قال ابن وضاح: غير ابن نافع، يقول: ألف امرأة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: توفى سنة تسع و أربعين بالكوفة، و هو أميرها. و قال الواقدى، عن محمد بن أبى موسى الثقفى، عن أبيه: مات بالكوفة فى شعبان سنة خمسين فى خلافة معاوية بن أبى سفيان، و هو ابن سبعين سنة. و قال على بن عبيد اللّه التميمى، و الهيثم بن عدى، و محمد بن سعد، و أبو حسان الزيادى، فى آخرين: مات سنة خمسين.
و قال الحافظ أبو بكر الخطيب: مات سنة خمسين، أجمع العلماء على ذلك. و قال أبو عمر ابن عبد البر: مات سنة إحدى و خمسين. و قال بعضهم: سنة ثلاث و خمسين، و كلاهما خطأ، و اللّه أعلم.
و قال سفيان بن عيينة، عن عبد اللّه بن عمير: رأيت زيادا واقفا على قبر المغيرة بن شعبة، و هو يقول [1] [من الخفيف]:
إن تحت الأحجار حوما و عزما [2]* * * و خصيما ألد ذا معلاق
حية فى الوجار أربد لا ين* * * فع منه السليم نفث الراقى
و ذكر ابن عبد البر: أن مصقلة بن هبيرة الشيبانى، وقف على قبر المغيرة و قال هذين البيتين، ثم قال: أما و اللّه لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوّة لمن آخيت.
و ذكر ابن عبد البر، أنه استخلف على الكوفة عند موته ابنه عروة، و قيل: بل استخلف، جريرا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادا، مع البصرة، و جمع له العراق. قال:
و كان المغيرة رجلا طوالا ذا هيبة أعور، أصييت عينه يوم اليرموك. انتهى.
و روى عن عائشة قالت: كسفت الشمس على عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقام المغيرة بن شعبة، فنظر إليها، فذهبت عينه. ذكر ذلك المزّى فى التهذيب.
و قال محمد بن سعد: و كان- يعنى المغيرة- أصهب الشعر، جعدا أكشف، يفرق رأسه فروقا أربعة، أقلص الشفتين، مهتوما، ضخم الهامة، عبل الذراعين، بعيد ما بين