responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 5  صفحه : 464

على الخلاف فى مبدأ ولايته بمكة، هل هو سنة سبع و تسعين و خمسمائة، على ما ذكر الميورقى، نقلا عن القاضى فخر الدين عثمان بن عبد الواحد العسقلانى المكى، أو هو سنة ثمان و تسعين كما ذكر الذهبى فى العبر، أو هو سنة تسع و تسعين، بتقديم التاء على السين، على ما ذكر ابن محفوظ، و ذلك بعد ملكه لينبع، و كان هو و أهله مستوطنين نهر العلقمية من وادى ينبع، و صارت له على قومه الرئاسة، فجمعهم و أركبهم الخيل، و حارب الأشراف بنى حراب، من ولد عبد اللّه بن الحسن بن الحسن، و بنى على، و بنى أحمد، و بنى إبراهيم، ثم إنه استألف بنى أحمد، و بنى إبراهيم، و ذلك أيضا بعد ملكه لوادى الصفراء، و إخراجه لبنى يحيى منه، و كان سبب طمعه فى إمرة مكة، على ما بلغنى، ما بلغه من انهماك أمرائها الهواشم بنى فليتة على اللهو، و تبسطهم فى الظلم، و إعراضهم عن صونها ممن يريدها بسوء، اغترارا منهم بما هم فيه من العز و الهسف‌ [1] لمن عارضهم فى مرادهم، و إن كان ظلما أو غيره، فتوحش عليهم لذلك خواطر جماعة من قوادهم، و لما عرف ذلك منهم قتادة، استمالهم إليه، و سألهم المساعدة على ما يرونه من الاستيلاء على مكة، و جرأه على المسير إليها مع ما فى نفسه، أن بعض الناس، فزع إليه مستغيثا به فى ظلامة ظلمها بمكة، فوعده بالنصر.

و تجهز إلى مكة فى جماعة من قومه، فما شعر به أهل مكة، إلا و هو بها معهم، و ولاتهم على ما هم فيه من الانهماك فى اللهو، فلم يكن لهم بمقاومته طاقة، فملكها دونهم، و قيل إنه لم يأت إليها بنفسه فى ابتداء ملكه لها، و إنما أرسل إليها ابنه حنظلة فملكها، و خرج منها مكثّر بن عيسى بن فليتة إلى نخلة، ذكره ابن محفوظ، و ذكر أن فى سنة ستمائة، و صل محمد بن مكثر، و تقاتلوا عند المتكا، و تمت البلاد لقتادة، و جاء إليها بنفسه بعد ولده حنظلة. انتهى و اللّه أعلم بالصواب فى ذلك.

و ذكر ابن الأثير، أن فى سنة إحدى و ستمائة، كانت الحرب بين قتادة الحسنى أمير مكة المشرفة، و بين الأمير سالم بن قاسم الحسينى أمير المدينة، و مع كل واحد منهما جمع كثير، فاقتتلوا قتالا شديدا، و كانت الحرب بذى الحليفة بالقرب من المدينة، و كان قتادة قد قصد المدينة ليحصرها و يأخذها، فلقيه سالم بعد أن قصد الحجرة الشريفة النبوية، على ساكنها السلام، و صلى عندها و دعا، و سار فلقيه، فانهزم قتادة، و تبعه سالم إلى مكة فحصرها، فأرسل قتادة إلى من مع سالم من الأمراء، فأفسدهم عليه، فمالوا إليه و حالفوه، فلما علم سالم ذلك، رحل عنه عائدا إلى المدينة، و عاد أمر قتادة يقوى. انتهى.


[1] يحتمل أنه يقصد: «العسف».

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 5  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست