responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 4  صفحه : 145

أصابه سباء فى الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام فى سوق حباشة، و هى سوق بناحية مكة، كانت مجمعا للعرب، يتسوقون بها فى كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد رضى اللّه عنها، فوهبته خديجة لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فتبناه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بمكة قبل النبوة، و هو ابن ثمان سنين، و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، أكبر منه بعشر سنين، و طاف به رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حين تبناه على حلق قريش يقول: هذا ابنى وارثا و موروثا، يشهدهم على ذلك.

هذا كله معنى قول مصعب و الزبير بن بكار و الكلبى و غيرهم. انتهى.

و قوله فى هذا الخبر: و هو ابن ثمان سنين، بيان لتاريخ وقت شرائه، لا تاريخ وقت تبنيه وهبته؛ لأنه يلزم فى حمله على ذلك، أن يكون للنبى (صلى اللّه عليه و سلم) ثمانية عشر عاما، حين وهب له زيد، و تبناه أكبر من زيد بعشرة سنين، كما فى هذا الخبر، و كان النبى (صلى اللّه عليه و سلم) أكبر من هذا بسنين، حين وهب له زيد و تبناه؛ لأن خديجة إنما وهبت له زيدا بعد أن تزوجها، و لم يتبناه إلا بعد ذلك، و لم يتزوجها إلا بعد أن بلغ إحدى و عشرين سنة، هذا أقل ما قيل فى سنه حين تزوجها، و الأكثر فى سنه لما تزوجها، خمس و عشرون سنة، و اللّه أعلم. و فى حمل قوله: و هو ابن ثمان سنين، على تاريخ شرائه، لا هبته و تبنيه، موافقه للخبر السابق، فإنه يقتضى أن هبة خديجة زيدا للنبى (صلى اللّه عليه و سلم)، بعد أن تزوجها، و أن تبنيه بعد ذلك، و التوفيق بين الأخبار، أولى من حملها على الاختلاف، و اللّه أعلم.

و قال النووى: و قد ذكر تمام الرازى فى فوائده: أن حارثة والد زيد، أسلم حين جاء فى طلب زيد، ثم ذهب إلى قومه مسلما. انتهى. و لم يتعقب ذلك النووى، و هو قابل للتعقب؛ لأن الحافظ أبا زكريا بن مندة، أخرج هذا الحديث فى جزء له سماه ب «من روى عن النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، هو و ولده و ولد ولده». قال: ثم قال الإمام جدى: هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه. انتهى.

و فى إسناده من لا يعرف، و يظهر ذلك بذكر الحديث مسندا، قال فيه يحيى بن مندة:

أخبرنا أبى، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مروان بدمشق، قال: حدثنا يحيى بن أيوب ابن أبى عقال- و هو هلال بن زيد بن الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل- حدثنا عمى زيد بن أبى عقال، عن أبيه، عن زيد بن الحسن، عن أبيه الحسن، عن أبيه أسامة بن زيد بن حارثة، عن أبيه زيد بن حارثة، رضى اللّه عنه: أن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) دعا أباه حارثة إلى الإسلام، فشهد أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، (صلى اللّه عليه و سلم). انتهى.

أخرجه تمام الرازى، و أيضا فإن فى الخبر الذى ذكره الزبير عن المدائنى، أن زيدا حين سبى، كان يفعة، و أن خديجة- رضى اللّه عنها- وهبته للنبى (صلى اللّه عليه و سلم) لما تزوجها، و من تزويج النبى (صلى اللّه عليه و سلم) خديجة إلى المبعث، خمس عشرة سنة على الصحيح. و يبعد أن يخفى خبر

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 4  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست