responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 254

توقيع إليه بها، و بنظر الحرم و الحسبة، مؤرخ بثانى عشر صفر سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة.

و كان قد جاءه توقيع بنظر الحرم و الحسبة، فى حادى عشر القعدة سنة اثنتين و عشرين و ثمانمائة. فباشر ذلك إلى أوائل ذى الحجة منها، و تغرى برمش عليل مدنف.

و كان سبب موته استطلاق بطنه من كثرة الأكل. فإنه لما عرض له الإسهال من ذلك، صار يشتهى أشياء كثيرة ضارة له، فتصنع له و يأكلها، و تكرر ذلك منه، فعظم عليه الضرر و التعب، إلى أن مضى لسبيله فى ليلة مستهل المحرم، سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة، و دفن فى صبيحتها بالمعلاة، و حمل إليها فيما يحمل فيه الطرحا. و لم يشيعه من الناس إلا القليل.

و مما يحمد من أفعاله: سعيه فى شراء ماء فى قرار عين السلامة، و هى ساعة، يسقى به البستان المنسوب وقفه لنجم العجمى، عند مشهد حبر الأمة، عبد اللّه بن عباس بالطائف.

و ذكر لى أن ثمن ذلك مائة مثقال.

و كان قد اشترى بالمدينة دارا تنسب لأبى مسلم، و ذكر أنه أوصى بوقفها على رجلين، يقرأ أحدهما: شرح معانى الآثار للطحاوى، و كتاب العاقبة لعبد الحق الإشبيلى، و التذكرة للقرطبى، و رياض الصالحين، و سلاح المؤمن، و غير ذلك من الكتب التى سماها. و الآخر: يصلى على النبى (صلى اللّه عليه و سلم) كل يوم ألف مرة، ثم رجع عن هذه الوصية، و وقف هذه الدار على أقاربه، و أثبت ذلك على بعض الحكام من الحنفية بمكة و حكم بها، و أثبت الموقوف عليهما، وقف الدار عليهما، قبل رجوعه، فيما بلغنا.

و ذكر أن ما صدر من تغرى برمش، لم يكن كما زعم وصية منه، و إنما نجز وقفيته.

و كان قليل المداراة للناس، كثير الحب للإقدام المؤلم ممن يعارضه، و إذا ظهر له أن فى فعل شى‌ء مصلحة ما، فعل ذلك، و إن كان تركه أصلح، أو المصلحة أكثر فى فعل غير ما يراه، و هو السبب الأعظم فى إزالة الخلوة التى كانت إلى جنب زمزم فى المسجد الحرام، و الزبازيب التى تحتها الأحجار التى عندها. و كان الناس يجلسون عليها، و يتوضون من هذه الزبازيب، لما قيل إن بعض الناس يستنجى هناك، و كان زوال ذلك فى العشر الأول من ذى الحجة سنة سبع عشرة و ثمانمائة، بعد وجوده عشر سنين.

و عوض عنه السبيل الموجود الآن.

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست