نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 92
و كان مع ذلك: لا يقبل ممن يهدى إليه شيئا و لو كان مأكولا. و له فيما بلغنى إحسان كثير لقصد وجه اللّه لناس كثير من الفقراء و غيرهم.
و أخبرنى بعض أصحابنا أنه رآه بمكة فى النوم بعد وفاته، و قال له: ما فعل اللّه بك يا سيدى؟ فقال له ابن الأنصارى: و اللّه مشى الحال على خير بكرمى. و المخبر لى بهذه الحكاية من خواص ابن الأنصارى العارفين بخفايا أمره.
و أخبرنى عن ابن الأنصارى بما ذكرته من خبره مع المناوى و أبى البقاء و ابن جماعة و غير ذلك.
و مما حكاه لى من سعادة ابن الأنصارى: أنه أسلم فى شىء يقال له: التيلة مائة درهم فى الأردب، و أنه باع ذلك بعد مدة بألف درهم و مائة درهم الأردب. و أنهم وجدوا له بعد موته فى مخزن له بالفارقانية: خمسة آلاف مثقال ذهب، و خمسة و ستين ألف درهم فضة.
و أنه لما توجه من القاهرة لقصد الحج و المجاورة، استدان من مال الأيتام بالقاهرة عشرة آلاف درهم باثنى عشر ألف درهم إلى سنة برهن وثيق. و قصد بذلك خفاء أمره فى الغناء، و إظهار احتياجه، و ذلك مما يقصده العقلاء.
و له فى مثل ذلك أخبار أخر. و له معرفة بالوراقة و المكاتيب الحكمية و حفظ الحاوى. و من خطه نقلت نسبه هذا.