responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 360

فسعى لأبى البركات ابنه فى القضاء و غيره من الوظائف، يبذل فيما قيل، فأجيب سؤاله. ثم فطن الأعيان بمصر لذلك فأنكروه، و أعيد القاضى جمال الدين.

و كان ابن أبى البركات، قد أرسل لأبيه بالتوقيع المنسوخ، و عرفه بعود القاضى جمال الدين. فذكر ذلك أبو البركات للناس، و توقع أن توقيع القاضى جمال الدين بعوده وصل إليه، ثم عرف أن هذا التوقيع لم يصل، فندم على إخباره بعزل نفسه، و ذلك فى ربيع الآخر سنة أربع عشرة و ثمانمائة، و قويت الوحشة بينه و بين القاضى جمال الدين بعد ذلك.

فلما كان المحرم، سنة ست عشرة و ثمانمائة، حصل بينهما صلح بسعى بعض جماعة أمير مكة، و حضر الأمير هذا الصلح، و دخل فيه ابن القاضى جمال الدين، و صهره القاضى الحنبلى بمكة.

و كان أبو البركات قد حلف بالطلاق من زوجتيه، أنه لا ينوب عن القاضى جمال الدين، فألزمه الساعى فى الصلح بمخالعتها، ففعل ذلك، و ناب عن القاضى جمال الدين، و جدد عقده على زوجتيه، و حكم بعدم طلاقهما حاكم يرى أن اليمين لا تعود بعد الطلاق، إذا وقع المحلوف عليه فى العصمة الثانية. و توالفا ظاهرا لا باطنا، ثم حصل بينهما بعد أيام الحج من هذه السنة منافرة، ثم اجتمعا و توالفا، حتى مات القاضى جمال الدين، فى رمضان سنة سبع عشرة و ثمانمائة.

و كان من خبر القاضى أبى البركات بعد ذلك ما سبق ذكره.

و مات بمكة معزولا، فى ليلة الأربعاء الثانى و العشرين من ذى الحجة، سنة عشرين و ثمانمائة، بعلة ذات الجنب، و دفن فى صبيحتها بالمعلاة، و خلف عدة أولاد، و دنيا من العقار و النقد، و غير ذلك.

و قد ناب فى الحسبة بمكة، عن جده لأمه، القاضى شهاب الدين أحمد بن ظهيرة، الآتى ذكره.

[396]- محمد بن محمد بن سالم بن على بن إبراهيم الحضرمى ألأصل، المكى المولد و الدار، يلقب بالضياء، و يعرف بابن سالم:

سمع بالمدينة على الزبير بن على الأسوانى: الشفاء للقاضى عياض، عن ابن تامتيت‌


[396]- انظر ترجمته فى: (الضوء اللامع 9/ 83).

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست