و ذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة: أن عنده كتابا حسنا فى الفقه، يسمى: «المقتضب» لابن خشيش هذا، قرأه عليه الرضى بن خليل العسقلانى.
و من مؤلفاته: نظمه للتنبيه للشيخ أبى إسحاق الشيرازى، و شرحه لذلك فى أربعة مجلدات، وقفا برباط ربيع بمكة المشرفة، و أسند فيه أحاديث كثيرة الاستدلال بها عن جماعة.
[353]- محمد بن عيسى بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الحميد بن عبد اللّه بن أبى عمر بن حفص بن المغيرة المخزومى:
أمير مكة، هكذا نسبه صاحب الجمهرة. و ذكر أنه ولى مكة للمعتمد، بعد عزل ابن عمه أبى عيسى محمد بن يحيى المخزومى، فقتل أبو المغيرة أبا عيسى، و دخل مكة و رأسه بين يديه. انتهى.
و المعتمد: هو المعتمد على اللّه أحمد بن جعفر المتوكل العباسى. ولى الخلافة بعد ابن عمه المهتدى، أبى إسحاق محمد بن الواثق بن المعتصم، لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب، سنة ست و خمسين و مائتين، حتى مات سنة تسع و سبعين و مائتين، فهذه أيامه.
و لم يبين ابن حزم السنة التى ولى أبو المغيرة فيها مكة. و ما عرفت أنا ذلك، و الذى عرفته من تاريخ ولايته على مكة، سنة ثلاث و ستين و مائتين؛ لأن الفاكهى قال فى الترجمة، التى ترجم عليها بقوله، تجريد الكعبة: فكانت الكسوة على الكعبة على ما وصفنا، حتى كانت سنة ثلاث و ستين و مائتين، فورد كتاب من أحمد الموفق باللّه، على محمد بن عيسى، و هو يومئذ على مكة، يأمره بتجريد الكعبة.
فقرأ الكتاب فى دار الإمارة، لتسع ليال بقين من ذى الحجة، ثم أمر بإحضار التجار و العامة، حتى سمعوا ذلك، يأمره بتجريد الكعبة، و أن يقسم كسوتها التى تطرح عليها، على ثلاثة أثلاث، ثلث للقرشيين، لقرابتهم من النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، و ثلث للحجبة، و ثلث على أهل الحلة من أهل مكة. فأمر العامل بتجريدها، فجردت يوم الخميس، لثمان ليال بقين من ذى الحجة.
[353]- انظر ترجمته فى: (جمهرة أنساب العرب 49، الكامل لابن الأثير، تاريخ الطبرى حوادث سنة خمس و ستين و مائتين و ما بعدها).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 331