responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 310

ذكر وفاته: لما سارت الركبان بجوده، و عم بمعروفه أهل الدنيا، حسده أقوام، فكذبوا عليه عند قطب الدين، و قالوا: إنه يأخذ أموالك فيتصدق بها، و ما كان قطب الدين يقدر على قبضه، لما كان بينه و بين زين الدين من المصافاة، فوضع من أغرى بينه و بين زين الدين، فتغير عليه، فقبض عليه قطب الدين، و اعتقله فى قلعة الموصل فقال ابن المعلم الشاعر [2]:

إن يعزلوك لمعروف سمحت به‌* * * على ذوى الأرض ذات العرض و الطول‌

فأنت يا واحد الدنيا و سيدها* * * بذلك الجود فيها غير معزول‌

ثم ندم زين الدين، على موافقته لقطب الدين على قبضه؛ لأن خواص قطب الدين، الذين كانت أيديهم مقبوضة عن التصرف، لما قبض جمال الدين، انبسطوا فى الأمر و النهى على خلاف غرض زين الدين. و أقام فى الحبس سنة، ثم توفى.

و حكى أبو القاسم الصوفى- و كان صاحبه- قال: قال لى جمال الدين: كنت أخشى أن أنقل من الدست إلى القبر، فلو جاء الموت الآن ما كرهته، ثم قال لى: يا أبا القاسم، إذا جاء طائر أبيض إلى الدار فعرفنى. فقلت فى نفسى: قد اختلط الرجل.

فلما كان من الغد، سقط طائر أبيض لم أر مثله، فعرفته، فاستبشر و قال: جاء الحق.

ثم قال: بينى و بين أسد الدين شيركوه عهد: من مات منا قبل صاحبه حمله إلى المدينة، و عملا قبرين- فاذهب إلى أسد الدين و ذكره. و أقبل على ذكر اللّه و تشهد حتى مات. و طار الطائر، و دفن فى تابوت بالموصل و ذلك فى رمضان.

و مضى أبو القاسم إلى أسد الدين، فأخبره، فقال: صدق. و أعطاه مالا صالحا يحمله به، و يقرئ بين يدى تابوته عند النزول و عند الرحيل، و أن ينادى بالصلاة عليه فى كل بلد.

فخرجوا بتابوته على هذه الهيئة، فقدموا به بغداد، و نزلوا به الشونيزية، و لم يبق ببغداد أحد إلا خرج، و خصوصا من كان له إليه إحسان. فصلوا عليه و بكوا و ترحموا.

ثم خرجوا به إلى الحلة و الكوفة، و زاروا به المشهدين. فقام بعض العلويين بالكوفة على تل عال. فلما مر بجنازته رفع صوته و قال:


[2] انظر: (مرآة الزمان حوادث سنة 559).

[3] فى وفيات الأعيان (5/ 146):

سرى نعشه فوق الرقاب و طالما* * * سرى جوده فوق الركاب و نائله‌

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست