responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 281

القرآن كله شرك، و إنما التوحيد فى كلامنا هذا، يعنى أن القرآن يفرق بين الرب و العبد، و حقيقة التوحيد عندهم: أن الرب هو العبد. فقال له قائل: فأى فرق بين زوجتى و بنتى؟ قال: لا فرق، لكن هؤلاء المحجوبون. قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم.

و هؤلاء إذا قيل مقالتهم: إنها كفر، لم يفهم هذا اللفظ حالها، فإن الكفر جنس تحته أنواع متفاوتة، بل كفر كل كافر جزء من كفرهم، و لهذا قيل لرئيسهم: أنت نصيرى.

قال: نصير جزء منى.

ثم قال ابن تيمية: و قد علم المسلمون و اليهود و النصارى بالاضطرار من دين المسلمين، أن من قال عن أحد من البشر: إنه جزء من اللّه، فإنه كافر فى جميع الملل؛ إذ النصارى لم تقل هذا، و إن كان قولهم من أعظم الكفر، لم يقل أحد إن عين المخلوقات هى أجزاء الخالق، و لا إن الخالق هو المخلوق، و لا إن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و كذلك قوله: إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام، لجهلوا من الخلق المشبه، و كذلك قوله: إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام، لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل، فإن أهل الملل، متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام، و كفروا من يفعل ذلك، و أن المؤمن لا يكون مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الأصنام، و كل معبود سوى اللّه. كما قال تعالى‌ (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة: 4] و استدل على ذلك بآيات أخر.

ثم قال: فمن قال: إن عباد الأصنام، لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها، أكفر من اليهود و النصارى، و من لم يكفرهم، فهو أكفر من اليهود و النصارى، فإن اليهود و النصارى يكفرون عباد الأصنام، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلا من الحق، بقدر ما ترك منها، مع قوله: فإن العالم يعلم من عبد، و فى أى صورة ظهر حين عبد، فإن التفريق و الكثرة كالأعضاء فى الصورة المحسوسة، و كالقوة المعنوية فى الصورة الروحانية، فما عبد غير اللّه فى كل معبود، بل هو أعظم كفرا من كفر عباد الأصنام، فإن أولئك اتخذوهم شفعاء و وسائط، كما قالوا: (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‌) [الزمر: 3].

و قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَ وَ لَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَ لا يَعْقِلُونَ) [الزمر: 43] و كانوا مقرين بأن اللّه خالق السماوات و الأرض، و خالق‌

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست