responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 261

و كان ابن عمه عنان بن مغامس بن رميثة، لما ولى إمرة مكة فى ولايته الأولى، لاءم محمد بن عجلان هذا، و أقبل كل منهما على الآخر كثيرا. و استخلف عنان محمدا هذا بجدة، و ترك معه فيها من لاءمه من عبيد أحمد بن عجلان، و بعض موالى أبيه مغامس، يكون عينا على محمد، فأنهى هذا المولى إلى عنان، عن محمد تقصيرا، فكتب عنان إليه يزجره و يغلظ له، فاستشاط محمد غضبا، و استدعى كبيشا و من معه من آل عجلان و غيرهم، فقدموا عليه جدة، و استولوا على ما فيها من أموال الكارم، و غلال المصريين بالنهب، و ما قدر عنان على إزالتهم من جده، و لا استنقاذ ذلك منهم.

و كان ذلك من أعظم أسباب عزله.

و كان عجلان يرغب فى أن يكون ابنه محمد هذا، ضدا لولده أحمد بن عجلان، بأن يفعل فى البلاد فعلا يظهر به محمد، و يغضب لفعله أحمد، فيلين بذلك جانب أحمد لأبيه- لأنه كان قوى عليه- و ينال بذلك مقاصد من ولده أحمد، و ينال بذلك محمد أمرا فى البلاد، فلم ينهض محمد بمراد أبيه مع تيسر سبب ذلك، و صورة الحال فى ذلك: أن عجلان كتب ورقة إلى ابنه محمد، يأمره بأن يشغب هو و أصهاره الأشراف على أحمد بن عجلان، و أن يأخذ من خيل أبيه ما شاء، و يذهب إلى نخلة، و يأخذ منها أدرعا هناك مودعة له، و يأخذ ممن هى مودعة عنده ما يحتاج إليه من المصروف، و وصلت ورقته إلى ابنه محمد، و هو فى لهو مع بعض أصدقاء أخيه أحمد، فأوقفهم على ورقة أبيه، فاستغلوه و بعثوا بها إلى أخيه أحمد، و أشغلوه باللهو إلى أن بلغ أخاه الخبر، و قصد أحمد أباه فى جمع كثير، معاتبا له على ما فعل، و كان قد بلغه ما كان من ابنه محمد، فشق عليه كثير، و اعتذر لأحمد، و أعرض عن محمد لقلة حزمه.

و كان محمد قصد قافلة متوجهة من مكة إلى المدينة [2] فيها قاضى مكة أبو الفضل النويرى، فنهب محمد جمال القافلة ببدر، و توصل من فيها إلى المدينة، و بلغ الخبر أباه عجلان، فجد فى السير حتى أتاهم بالمدينة، فاستعطفهم و أرضاهم برد الجمال، أو بمال- الشك منى- و اللّه أعلم.

و كان محمد- بعد ذلك ملائما لأخيه أحمد، و أخوه مكرم له، ثم نفر منه محمد، فتوجه من مكة بعد الحج، فى سنة ست و ثمانين و سبعمائة، قاصدا مصر، طالبا لخبر.

فلما كان بينبع أشار عليه أمير الحاج المصرى، أبو بكر بن سنقر الجمالى، بأن يرجع إلى‌


[2] على هامش من نسخة ابن فهد: «فى سنة ثلاث و سبعين».

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 2  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست