نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 246
و عرض له قولنج تعلل به سنين كثيرة، و لم يغارفه حتى توفى فى آخر ليلة الاثنين الثامن لشهر ربيع الآخر، سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة بمكة، بدار زبيدة، و صلى عليه عقيب طلوع الشمس بالمسجد الحرام، عند قبة الفراشين كأبيه، و دفن بالمعلاة على أبيه، بقبر أبى لكوط.
و لم يوجد- فيما بلغنى- لأبيه أثر فى القبر، و بين وفاتيهما سبعة عشر سنة و نحو خمسة أشهر، رحمها اللّه تعالى.
و عرض له قبيل موته إسهال كثير بالدم، و لعله مات بذلك، فيكون شهيدا باعتبار أنه مبطون، و قد دخل لأجل الرزق إلى القاهرة مرتين، و مرتين إلى اليمن، و أقام بالقاهرة فى القدمة الأولى أزيد من عامين، و فى الثانية: نحو عام و نصف، و دخل فيها الإسكندرية، و هو ابن عمتى، و ابن ابن عم أبى، (رحمه اللّه تعالى).
[268]- محمد بن عبد الرحمن بن أبى الخير بن أبى عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن، الحسنى الفاسى المكى المالكى، الشريف القاضى رضى الدين أبو حامد، شقيق أبى الخير، و أبى عبد اللّه:
ولد فى رجب سنة خمس و ثمانين و سبعمائة، و قيل فى سادس رجب سنة أربع و ثمانين بمكة.
و سمع بها- ظنا- على العفيف عبد اللّه بن محمد النشاورى، و الشيخ جمال الدين إبراهيم الأميوطى.
و سمع- يقينا- على جماعة من شيوخنا بالحرمين، منهم: مسند الحجاز إبراهيم بن محمد بن صديق الرشام، و الشيخ زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغى، أشياء كثيرة من مروياتهما.
و أجاز له باستدعائى، و استدعاء غيرى، جماعة من شيوخنا الشاميين و غيرهم، و حفظ عدة من المختصرات فى فنون من العلم، وثقه بوالده، و شيخنا القاضى زين الدين خلف النحريرى المالكى، فى «مختصر» الشيخ الجليل و غيره، و الشيخ أبى عبد اللّه الوانوغى، و قرأ عليه فى «مختصر» ابن الحاجب الأصلى، و حضر درسه فى فنون من العلم بمكة و غيرها.