نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 220
و كان طويلا أبيض مليحا، حسن الأخلاق، حليما فضا بالزنادقة، جوادا ممدحا، محببا إلى الناس، وصولا لأصحابه، و لم يل الخلافة أحد أكرم منه و لا أبخل من ابنه.
و يقال: إنه أعطى شاعرا مرة خمسين ألف دينار. و يقال: إن المنصور خلا فى الخزائن مائة ألف ألف و ستين ألف ألف درهم، ففرقها المهدى.
و لما حج فى سنة ستين و مائة، قسم فى أهل مكة و المدينة، ثلاثين ألف ألف درهم، على ما قيل، و أربعمائة ألف دينار، وصلت إليه من مصر و اليمن، و مائة ألف ثوب و خمسين ألفا، و كسا الكعبة، و وسع المسجد الحرام، ثم زاد فيه مرة أخرى، و أنفق فى ذلك أموالا عظيمة.
و قد ذكرنا ذلك أبسط من هذا فى كتابنا «شفاء الغرام» و مختصراته.
و لما حج حمل إليه الثلج إلى مكة، و لم يتم ذلك لأحد قبله.
و أمر فى سنة إحدى و ستين، بعمارة طريق مكة، و بنائه القصور فيها، أوسع من القصور التى بناها السفاح، و أمر باتخاذ البرك، و إصلاح المياه و تجديد الأميال.
و فى سنة ست و ستين و مائة أمر بإقامة البريد بين مكة و اليمن، و بين المدينة النبوية و مكة، فأقيم لذلك بغال و إبل، و هو أول ما أقيم فى تلك الأراضى.
230- محمد بن عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن قاسم، تقى الدين بن الشيخ عفيف الدين بن قاضى مكة تقى الدين، بن مفتى مكة شهاب الدين، الحرازى المكى:
سمع من عمة أبيه شيختنا أم الحسن فاطمة، و العفيف النشاورى، و أجاز له جماعة من شيوخنا الشاميين بالإجازة، و اشتغل بالعلم فعاجلته المنية.
توفى فى صفر سنة ثلاث و تسعين و سبعمائة بمكة. و دفن بالمعلاة.
[231]- محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن قاسم الحرازى، أخو السابق شقيقه، يكنى أبا الفضل:
حضر على عمه فيما أحسب، و سمع من شيخنا ابن صديق و غيره. و عنى بالعلم فتنبه.
و دخل اليمن و الهند طلبا للرزق. فأدركه الأجل بكلبرجة- ببلاد الهند- فى سنة عشرة و ثمانمائة، و وصل نعيه فى سنة أربع عشرة و ثمانمائة. و عاش نيفا و ثلاثين سنة.
[231]- انظر ترجمته فى: (الضوء اللامع 8/ 102، و قد دخلت ترجمة الذى قبله فى هذه الترجمة).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 220