و بلغنى عنه: أنه دخل إلى بلاد العجم، و جال نحو أربع عشرة سنة، و ضاق خاطره بها، لكونه لا يعرف لسانهم فتعلمه، و نسى كلام العرب. و أنه أراد بعد ذلك استعلامهم، فما عرف ما قالوه له.
هذا معنى ما بلغنى عنه فى هذه الحكاية.
و قد تردد لليمن مرات، و صحب بها جماعة من الصالحين، و أهل الدنيا، و نال فيها برا طائلا غير مرة. و أدركه الأجل بتعز [1] باليمن، بعد قدومه إليها من مكة بقليل فى ليلة الحادى و العشرين من جمادى الآخرة سنة ست و عشرين و ثمانمائة.
و دفن بمقبرة الأجناد. و قد بلغ السبعين أو جاوزها. لقيته غير مرة يتكلم بكلام العرب.
*** من اسمه محمد بن سليمان
180- محمد بن سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن على بن عبد اللّه بن عباس العباسى، أمير مكة:
قال يعقوب بن سفيان: ولى سليمان- يعنى والد محمد هذا- مكة و المدينة سنة أربع عشرة و مائتين.
و كان ابنه- يعنى محمدا هذا- على مكة مرة، و على المدينة مرة. و كان هو و أبوه يتداولان على المدينة و مكة. انتهى.
و ذكر الأزرقى ما يدل لولاية محمد بن سليمان هذا على مكة؛ لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله: ما جاء فى أول من استصبح حول الكعبة، و فى المسجد الحرام بمكة، و ليلة هلال المحرم: فلم يزل مصباح زمزم على عمود طويل مقابل الركن الأسود الذى وضعه خالد القسرى.
[179]- انظر ترجمته فى: (الضوء اللامع 7/ 253) و فيه: «محمد بن سعيد الغزى».
[1] تعزّ: بالفتح ثم الكسر، و الزاى مشددة: قلعة عظيمة، من قلاع اليمن المشهورات. انظر:
معجم البلدان (تعز).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 177