نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 133
فأفتوا أن القول قول الشاهد. و أكد ذلك شهادة ابن الحرانى عليه: أنه مزور، و أنه ارتشى على إثباته للزور.
فعزل أستاذ الدار- يومئذ- بمحضر من الجمع، و أمر برفع طيلسانه و انفصل الجمع و وكل به أياما، ثم أفرج عنه.
و حضر الشاهد الآخر، و هو أحمد بن علىّ بن كردى، فأنكر شهادته كما أنكرها ابن المهتدى.
و عزل ابن الحرانى المذكور أيضا، و شاهدان كان خطهما على ظهر السجل بمعارضة بأصله، و لزم العباسى بيته إلى أن مات. انتهى.
128- محمد بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن أبى هاشم بن محمد بن الحسين ابن محمد بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن ابن علىّ ابن أبى طالب الحسنى، المكى، أبو هاشم، أمير مكة:
ذكر صاحب المرآة فى أخبار سنة خمس و خمسين و أربعمائة: أن محمد بن هلال الصابى نقل عمن ورد من الحج أنهم: ذكروا دخول الصليحى صاحب اليمن إلى مكة، و استيلاؤه عليها، و ما فعله من الجميل فيها، و أن الأشراف الحسنيين راسلوه.
و كانوا قد نهدوا [1] عن مكة، فسألوه: أن يرتب منهم من يختاره، فرتب فى الإمارة:
محمد بن أبى هاشم، و كان صهر شكر- يعنى ابن أبى الفتوح- على ابنته، و أمرّه على الجماعة، و أصلح بين العشائر، و استخدم له العساكر، و أعطاه مالا و خمسين فرسا و سلاحا.
و لما رحل الصليحى إلى اليمن متخوفا من الأشراف لموت سبعمائة رجل من أصحابه، أقام نائبا عنه بمكة، محمد بن أبى هاشم. فقصده الحسينيون بنو سليمان، مع حمزة بن أبى وهاس، فلم يكن لأبى هاشم بهم طاقة، و حاربهم و خرج من مكة، فتبعوه فرجع و ضرب واحدا منهم ضربة، فقطع درعه و فرسه و جسده، و وصل إلى الأرض.
فدهشوا و رجعوا عنه.
و كان تحت فرس تسمى دنانير، لا يكل و لا يمل، و ليس له فى الدنيا شيبه. فمضى إلى وادى الينبع، و قطع الطريق عن مكة، و القافلة.
[1] نهدوا: أى نهضوا، و نهد القوم لعدوّهم، إذا صمدوا له و شرعوا فى قتاله. انظر: النهاية فى غريب الحديث و الأثر (نهد).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 133