كانت له معرفة بالقراءات السبع، قرأها على: الشيخ برهان الدين المسرورى، و سراج الدين الدمنهورى بمكة، و لم يكمل عليه.
و كان يؤدب الأطفال بمكة عند باب أجياد من الحرم الشريف. توفى سنة تسع و أربعين و سبعمائة بمكة.
ذكره لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى، بمعنى هذا.
و أخبرنى صاحبنا العفيف عبد اللّه بن الجمال محمد بن علىّ العجمى المكى، عن أبيه، عن محمد بن ثابت- المذكور-: أنه نذر للشيخ أبى العباس السبتى بدرهم كان معه فيه خرق، و تصدق به عنه؛ لأن العادة جرت عندهم ببلادهم بالنذر للمذكور و الصدقة عنه بالمنذور، و أنهم يفعلون ذلك لقضاء الحوائج، و يجدون له أثرا.
و كان ابن ثابت فعل ما فعل رجاء لحصول ملبوس يتدفأ به. فما مضى عليه غير قليل حتى وهب له برنوس، أو كساء فيه خرق. فكره ذلك، و قال: ليته كان صحيحا.
فنام فرأى فى المنام قائلا يقول له: لو تصدقت بدرهم غير مخروق لكان ما أعطيته كذلك.
هذا معنى ما أخبرنى به صاحبنا العفيف، و هى قضية عجيبة. و الرجل المنذور له مشهور بعظيم الصلاح. أعاد اللّه علينا من بركاته و بركات الصالحين.
و السبتى، بسين مهملة، ثم باء موحدة، ثم تاء مثناة من فوق و ياء للنسبة.
124- محمد بن جابر بن عبد اللّه، المعروف بالحراشى، اليمنى:
سكن مكة مدة فى حال ولاية أبيه لأمر جدّه. ثم دخل بعد ذلك بمدة إلى اليمن فأكرمه صاحب اليمن، و وقع بينه و بين أهل الشرجة [1] فتنة قتل فيها بعضهم.
[1] شرجة: بفتح أوله، و سكون ثانيه ثم جيم، و هو واحدة الذى قبله، موضع بنواحى مكة، و شرجة: من أوائل أرض اليمن و هو أول كورة عثّر. انظر: معجم البلدان (شرجة).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 130