نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 2 صفحه : 114
و ذكر: أنه التقى مع أحمد بن الحسين الحسنى، و قتل من الطائفتين جماعة، و أخذ ابن مخلب أسيرا فى يدى أبى الحسين أحمد بن الحسين، ثم قتل أحمد بن الحسين، و قتل ابن مخلب بعده، و ذلك فى سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة، انتهى.
و رأيت فى أخبار فتنة أبى طاهر القرمطى بمكة: أن أميرها ابن محارب، أو ابن مخلب- الشك منى حارب أبا طاهر-: فإن كان ابن مخلب هو المحارب، فلعله هذا، و اللّه أعلم.
99- محمد بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان المقرى، شمس الدين، الشهير بالحلبى:
نزيل مكة المشرفة. وجدت بخطه: أنه قرأ القرآن العظيم بالقراءات السبعة على نيف و عشرين شيخا، أولهم: الشيخ شمس الدين الأربلى ببلدة حلب [1]، و آخرهم: شمس الدين العسقلانى.
و وجدت بخطه أيضا: أنه قرأ القرآن العظيم على ابن السلار، يعنى أمين الدين عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم الدمشقى.
و أخبرنى عنه- من اعتمده-: أنه قرأ على المقرى شمس الدين بن اللبان- يعنى محمد بن أحمد بن على- و ما عرفت: هل قراءته على ابن اللبان و ابن السلار بالسبع، أو ببعضها؟.
و وجدت بخطه أيضا: أنه قرأ القرآن بالروايات العشر، و ضمن ذلك أبياتا له نظمها.
و كان ذا معرفة بالقراءات، مجيدا للكتابة، كتب بخطه كثيرا، و أقرأ كثيرا.
و كان فى بعض الأحايين يقرأ فى موضع من القرآن، و يقرأ عليه فى موضع آخر، و يكتب فى موضع آخر، فيصيب فيما يقرأه و يكتبه، و فى الرد على من يقرأ عليه، بحيث لا يفوته شىء فى الرد عليه على ما بلغنى.
و هذا نحو مما حكى عن بعض القراء من: أنه كان يسمع لثلاثة نفر يقرءون عليه دفعة واحدة فى أماكن مختلفة. و عيب ذلك على هذا المقرئ، و الذى عاب ذلك هو.
و وجدت بخط المذكور شيئا من أحواله، و فيه أمور تستغرب. من ذلك: أنه كتب مصحفا على الرسم العثمانى، فى ثمانية عشر يوما و لياليها بالجامع الأزهر بالقاهرة فى سنة خمس و ستين و سبعمائة.
و وجدت بخطه: أنه كتب مائة و أربعة و ثمانين مصحفا، و ربعة، بقطع لطيف و كبير.
جميعها مكتوبا على الرسم العثمانى. و أنه كتب ذلك من صدره، و أن بعض ما كتبه من هذا العدد، و ذلك أريد من الربع مكتوب بالقراءات السبع، و عدة علوم.
[1] حلب: مدينة بالشام، بينها و بين قنسرين اثنا عشر ميلا، و سميت بحلب رجل من العمالقة.