ثم سرية أسامة رضى اللّه عنه إلى أهل أبنا، بالسراة- ناحية بالبلقاء- يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة، لغزو الروم مكان قتل أبيه.
وفاته (صلى اللّه عليه و سلم)
فلما كان يوم الأربعاء: بدأ بالنبى (صلى اللّه عليه و سلم) وجعه، فحم و صدع. فتوفى عليه الصلاة و السلام شهيدا حين زاغت الشمس من ذلك اليوم يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول حين اشتد الضحى.
و قال ابن سعد: حين زاغت الشمس.
قال السهيلى: لا يصح أن يكون وفاته يوم الاثنين إلا فى ثانى الشهر أو ثالث عشره، أو رابع عشره، أو خامس عشره.
و استدل على ذلك بتاريخ الوقفة فى العام العاشر. و هو دليل صحيح.
و ذكر الكلبى و أبو مخنف أنه توفى (صلى اللّه عليه و سلم) فى الثامن من ربيع.
و قال الخوارزمى: توفى أول ربيع.
قلت: قيل: إنه توفى فى ثامن ربيع الأول، و صححه ابن حزم، و إلى ذلك أشار شيخنا العراقى بقوله. و قيل: بل فى ثامن بالجزم. و هو الذى صححه ابن حزم. انتهى.
و دفن ليلة الأربعاء. و قيل: ليلة الثلاثاء. و قيل: يوم الاثنين عند الزوال. قاله الحاكم و صححه.
و كانت مدة علته (صلى اللّه عليه و سلم) اثنا عشر يوما. و قيل أربعة عشر يوما. و قيل: ثلاثة عشر:
و قيل: عشرة أيام.
و غسّله على و العباس و ابنه الفضل يعينانه، و قثم و أسامة و شقران يصبون الماء.
و غسل (صلى اللّه عليه و سلم) فى قميص من بئر يقال لها: بئر الفرس، ثلاث غسلات بماء و سدر.
و جعل على رضى اللّه عنه على يده خرقة، و أدخلها تحت القميص.
[1] انظر: (الفتح الربانى 21/ 221- 223، سيرة ابن هشام 4/ 328، فتح البارى 8/ 152).
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 412