نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 352
و خطب بعد ذلك بمكة لولده الملك الصالح محمد.
و فى موسم سنة أربع و عشرين و ثمانمائة، أبطل الملك الظاهر ططر بعض المكوسات المأخوذة بمكة فى الخضر و غير ذلك من المأكولات و غيرها.
و ألزم به أمير مكة الشريف حسن بن عجلان، فوافق على ذلك، و كتب ذلك فى أساطين المسجد الحرام، قبالة باب بنى شيبة و غيره.
و منها: أن مولانا السلطان الملك الأشرف برسباى- نصره اللّه و أيده- انفرد بالخطبة بمكة أشهرا، و لم يخطب معه لصاحب اليمن و لا لغيره من الملوك، و كانت العادة جارية بالخطبة بعده لصاحب اليمن، فترك ذكر صاحب اليمن فى الخطبة بمكة فى أيام الموسم، فى سنة ست و عشرين و ثمانمائة إلى جمادى الأولى سنة سبع و عشرين و ثمانمائة.
و فى سابعه: أعيدت الخطبة بمكة لصاحب اليمن المشار إليه، و هو الملك الناصر أحمد ابن الملك الأشرف إسماعيل صاحب اليمن.
و أول ما خطب لمولانا السلطان الملك الأشرف برسباى بمكة فى الثامن و العشرين من جمادى الأولى سنة خمس و عشرين و ثمانمائة.
و كانت مبايعته بالسلطنة فى ثامن ربيع الآخر من السنة المذكورة بعد خلع الصالح محمد بن الظاهر ططر.
و كان الصالح ولى بعد أبيه، و له من العمر عشر سنين فيما قيل، و هو و المظفر حيان، و ابتدأ مولانا السلطان الملك الأشرف- نصر اللّه دولته الشريفة- بشىء حسن، و هو:
أنه منع من تقبيل الناس له الأرض بين يديه، تدينا و تعظيما للّه سبحانه و تعالى، و لم يتفق ذلك لغيره من ملوك مصر.
و امتاز أيضا- نصره اللّه- بغزوه الفرنج فى بلادها بنواحى قبرص و غيرها، و أظفره اللّه بهم؛ لأن عسكر المنصور أسروا كثيرا من الفرنج، و غنموا من أموالهم طائلا، و وصلوا بذلك إلى مصر فى شوال سنة ثمان و عشرين و ثمانمائة. وهابه الفرنج كثيرا، و رغبوا أن يكون لهم من السوء مجيرا، و بعثوا إليه بالهدية ليسعفهم بالأمنية.
و من مزاياه على ملوك مصر- بعد الناصر حسن بن محمد بن قلاوون-: أنه أرسل إلى مكة المشرفة عدة عساكر برا و بحرا، و استولوا عليها، و لم يقاومهم أحد من بنى حسن و لا غيرهم. و ساروا من مكة حتى قاربوا بلاد حلى، فلم يتعرض لقتالهم أحد من الناس هيبة له. و عادوا إلى مكة المشرفة سالمين. و ذلك سنة ثمان و عشرين و ثمانمائة.
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 352