نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 307
و لما مات حليل أبت خزاعة أن تدع قصيا و ذاك، و أخذوا المفتاح منه فاستنصر قصى برجال من قريش و كنانة فأجابوا، و استنصر أيضا بأخيه لأمه رزاح بن ربيعة، فخرج إليه بإخوته و من معهم من قضاعة، فقابل بهم قصى خزاعة بعد انقضاء الحج بمفضى مأزمى منى، فسمى ذلك المكان «المفجر» لما فجر فيه و سفك من الدماء، بسبب الجراحات فى الفريقين، و كثرت القتلى فيهما، ثم تداعوا إلى الصلح، فحكموا يعمر بن عوف بن كعب بن الليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كان شريفا، فحكم: بأن لا تباعد لأحد على أحد فى دم، و حكم: بحجابة البيت و ولاية أمر مكة لقصى دون خزاعة، لما جعل له حليل، و أن لا تخرج خزاعة من مساكنها من مكة، فسمى يعمر يومئذ:
الشداخ؛ لأنه لما حكم قال: ألا إنى قد شدخت ما كان بينكم من دم تحت قدمى هاتين.
و ولى قصى حجابة البيت و أمر مكة، و جمع قومه من قريش من منازلهم إلى مكة ليستعزبهم، و تملك على قومه فملكوه.
و خبر ولايته طويل فى تاريخ الأزرقى. و هذا ملخص منه بالمعنى فيه مقنع.
و قد سبق فى الباب الذى قبله أن قصيا اشترى ولاية البيت من أبى غبشان بما سبق ذكره.
و ذكر الزبير بن بكار خبرا يقتضى أن قصى بن كلاب: أول من ثرد الثريد فأطعم بمكة و سقى اللبن بعد بنت بن إسماعيل.
و ذكر أيضا خبرا يقتضى أن قصيا كان يعشر من دخل مكة من غير أهلها.
و من خبر قصى بن كلاب: أنه أحدث وقود النار بالمزدلفة، ليراها من دفع من عرفة، و أنه: بنى قزح موضع الوقوف بالمزدلفة، و أنه: اتخذ لنفسه دار الندوة، و جعل بابها إلى مسجد الكعبة، ففيها كانت تقضى قريش أمورها.
و أن أمره فى قومه كدين المتبوع لا يعمل بغيره فى حياته و من بعده.
و أنه مات بمكة فدفن بالحجون، فتدافن الناس بالحجون بعده.
و أنه أول بنى كعب بن لؤى، أصاب ملكا أطاع له به قومه. و اللّه أعلم.
***
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 307