responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 295

الباب السادس و العشرون فى ذكر شى‌ء من خبر إسماعيل، و ذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل (عليهما السلام)[1].

كان إبراهيم (عليه السلام) حمل إسماعيل، و هو رضيع مع أمه هاجر إلى مكة و أنزلهما عند الكعبة، و ليس بها يومئذ أحد، و ليس بها ماء، و فارقهما بعد أن وضع عندهما جوابا فيه تمر، و سقاء فيه ماء، فجعلت أم إسماعيل ترضعه و تشرب من ذلك الماء، حتى نفد ما فى السقاء، عطشت و عطش إسماعيل، و جعلت تنظر إليه تتلوى- و قال: تتلبط- فمنّ اللّه عليهما بزمزم، سقيا لهما، فشربت و أرضعت ولدها. و قال لها الملك: لا تخافى الضيعة، فإن هذا بيت اللّه، يبنيه هذا الغلام و أبوه، و إن اللّه لا يضيع أهله.

ثم نزل عليهما ناس من جرهم بأمر هاجر على أن لا حق لهم فى الماء. و شب إسماعيل و تعلم العربية منهم، و أنفسهم و أعجبهم حين شبّ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، ثم طلقها بإشارة من أبيه لشكواها فى المعيشة.

تم تزوج منهم أخرى، و زاره أبوه فلم يجده أيضا، و أمره بإمساك زوجته لشكرها فى المعيشة.

ثم زاره الثالثة فبنيا البيت، فكان إبراهيم يبنى، و إسماعيل ينقل الحجارة و يناولها له، و هما يقولان: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‌ [البقرة: 127].

و ما ذكره من خبر إسماعيل و أمه و أبيه. ذكر البخارى ما يوافقه.

و فى بعض الأخبار الواردة فى هذا المعنى ما يخالف بعض ذلك. و قد بينا شيئا من ذلك فى أصله.

و أما ذبح إبراهيم لإسماعيل (عليهما السلام): فذكر الفاكهى فيه خبرا طويلا عن إسحاق يقتضى: أن إبراهيم لما أراد ذبح ابنه قال: أى بنى خذ الحبل و المدية- و هى الشفرة- ثم امض بنا إلى هذا الشعب لتحطب أهلك منه قبل أن يذكر له ما أمر به.

فعرض لهما إبليس ليصدهما عن طاعة اللّه فى ذلك فلم يقبلا منه.

فلما خلا إبراهيم فى الشعب، و يقال ذلك إلى ثبير، قال له: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ‌


[1] انظر: (شفاء الغرام 2/ 3- 14).

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست