الإيجاد و الفاعليّة، و الجبر و هو سلب التأثير عن الموجود و مزاولته تعالى للأفعال و الآثار مباشرة و بلا وسط، مستحيلان، اتّضح سبيل الأمر بين الأمرين و هو كون الموجودات الإمكانيّة مؤثّرات لكن لا بالاستقلال، و فيها الفاعليّة و العلّية و التأثير لكن من غير استقلال و استبداد. و ليس في دار التحقّق فاعل مستقلّ سوى اللَّه تعالى، و سائر الموجودات كما أنّها موجودات لا بالاستقلال بل روابط محضة و وجودها عين الفقر و التعلّق و محض الربط و الفاقة تكون في الصفات و الآثار و الأفعال كذلك. فمع أنّها ذات صفات و آثار و أفعال لم تكن مستقلّات في شيء منها كما تقدّم برهانه [1]. فمن عرف حقيقة كون الممكن ربطاً محضاً عرف أنّ فعله مع كونه فعله فعل اللَّه سبحانه. فالعالم بما أنّه ربط صرف و تعلّق محض ظهور قدرة اللَّه و إرادته و علمه و فعله، و هذا عين المنزلة بين المنزلتين و الأمر بين الأمرين. و لعلّه إليه أشار في قوله و هو الحقّ: «وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى»[2] حيث أثبت الرمي من حيث نفاه فقال: «رميت و ما رميت»، فإنّ الرمي كونه منه لم يكن بقوّته