نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 211
و في «سنن ابن ماجه» و غيره عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كانت للنبي (صلى اللّه عليه و سلم) مكحلة يكتحل منها ثلاثا في كلّ عين [1].
و في الترمذي: عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، قال: كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إذا اكتحل يجعل في اليمنى ثلاثا، يبتدئ بها، و يختم بها، و في اليسرى ثنتين [2].
و قد روى أبو داود عنه (صلى اللّه عليه و سلم): «من اكتحل فليوتر» [3]. فهل الوتر بالنسبة إلى العينين كلتيهما، فيكون في هذه ثلاث، و في هذه ثنتان، و اليمنى أولى بالابتداء و التفضيل، أو هو بالنسبة إلى كلّ عين، فيكون في هذه ثلاث، و في هذه ثلاث، و هما قولان في مذهب أحمد و غيره.
و في الكحل حفظ لصحة العين، و تقوية للنور الباصر، و جلاء لها، و تلطيف للمادة الرديئة، و استخراج لها مع الزينة في بعض أنواعه، و له عند النوم مزيد فضل لاشتمالها على الكحل، و سكونها عقيبه عن الحركة المضرة بها، و خدمة الطبيعة لها، و للإثمد من ذلك خاصية.
و في «سنن ابن ماجه» عن سالم عن أبيه يرفعه: «عليكم بالإثمد، فإنّه يجلو البصر، و ينبت الشّعر» [4].
و في كتاب أبي نعيم: «فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر» [5].
و في «سنن ابن ماجه» أيضا: عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- يرفعه:
«خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر، و ينبت الشعر» [6].