و قال سيبويه: الدَمُ أصله دَمْىٌ على فَعْلٍ بالتسكين، لأنه يجمع على دِمَاءٍ و دُمِىٍّ، مثل ظبىٍ و ظِبَاءٍ و ظُبِىٍّ، و دَلْوٍ و دِلَاءٍ و دُلِىٍّ. قال:
و لو كان مثل قَفاً و عَصاً لما جُمع على ذلك.
و قال المبرّد: أصله فَعَلٌ بالتحريك و إن جاء جمعه مخالفاً لنظائره، و الذاهب منه الياء، و الدليل عليها قولهم فى تَثنِيتِه دَمَيَانِ؛ ألا ترى أنَّ الشاعر لما اضطُرَّ أخرجه على أصله فقال:
فلسنا على الأعقاب تَدْمَى كُلُومُنا * * * و لكنْ على أقدامنا تَقْطرُ الدَما [2]
فأخرجَه على الأصل. و لا يلزم على هذا قولهم يَدَيَانِ و إن اتفقوا على أنَّ تقدير يَدٍ فَعْلٌ ساكنة العين، لأنَّه إنَّما ثُنِّىَ على لغة من يقول لليَدِ يَدًا.
و هذا القول أصحُّ.
و تصغير الدَمِ دُمَىٌّ. و الجمع دِمَاءٌ، و النسبة إليه دَمِىٌّ، و إن شئت دَمَوِىٌّ.
و يقال: دَمِىَ الشىء يَدْمَى دَمًى و دُمِيًّا فهو دَمٍ، مثل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ. و المصدر متّفقٌ عليه أنَّه بالتحريك، و إنما اختلفوا فى الاسم.
و الدُمْيَةُ: الصنمُ، و الجمع الدُمَى، و هى الصورة من العاج و نحوه. و قول الشاعر:
و البِيضَ يَرْفُلْنَ فى الدُمَى * * * و الرَيْطِ و المُذْهَبِ المَصُونِ [3]