و احْكُمْ كَحُكْمِ فِتاةِ الحَىِّ إذْ نظرتْ * * * إلى حَمَامٍ شِرَاعٍ [1] وارِدِ الثَمَدِ
و أَحْكَمْتُ الشئ فاسْتحْكَمَ، أى صار مُحْكَماً.
و الحَكَمُ، بالتحريك: الحَاكِمُ. و فى المثل:
«فى بيته يُؤْتَى الحَكَمُ».
و حَكَمٌ أيضاً: أبو حىٍّ من اليمن.
و حَكَمَةُ الشاة: ذَقْنها.
و حَكَمَةُ اللجام: ما أحاط بالحنَك. تقول منه: حَكَمْتُ الدابّة حَكْماً و أَحْكَمْتُها أيضاً.
و كانت العربُ تتّخذها من القِدِّ و الأَبَقِ؛ لأنَّ قصدَهم الشجاعةُ لا الزِينة. قال زُهير:
القائِدُ الخَيْلَ منكوباً دَاوبِرُها [2] * * * قد أُحْكِمَتْ حَكَمَاتِ القِدِّ و الأَبَقا
يريد: قد أُحْكِمَتْ حَكَمَاتِ القِدِّ و بحَكَمَاتِ الأَبَقِ، فحذف الباء. و يروى:
«مَحْكُومَةً حَكَمَاتِ القِدِّ و الابَقَا»
على اللغتين جميعاً.
و يقال أيضاً: حَكَمْتُ السفيه و أَحْكَمْتُهُ، إذا أخذتَ على يده. قال جرير:
أَبَنِى حَنيفةَ أَحْكِمُوا سفهاءَكم * * * إنِّى أخاف عليكُمُ أن أَغْضَبا
و حَكَّمْتُ الرجل تَحْكِيماً، إذا منعته مما أراد.
و يقال أيضاً: حَكَّمْتُهُ فى مالى، إذا جعلتَ إليه الحُكْمَ فيه. فاحْتَكَمَ عَلَىَّ فى ذلك.
و احْتَكَمُوا إلى الحاكم و تَحَاكَمُوا بمعنًى.
و المُحَاكَمَةُ: المخاصَمة إلى الحاكم.
و مُحَكَّمُ اليمامةِ: رجلٌ قتله خالد بن الوليد يوم مُسيلِمَة.
و الخوارجُ يسمَّوْن المُحَكِّمَةُ؛ لإنكارهم أمر الحَكَمَيْنِ و قولِهم لا حُكْمَ إلّا للّٰه.
و المُحَكَّمُ [3] بفتح الكاف الذى فى شعر طرفة [4] هو الشيخ المجرَّب، المنسوب إلى الحكمة.
و أمَّا الذى فى الحديث «إنَّ الجنة للمُحَكَّمِينَ»
فهم قومٌ من أصحاب الأخدود حُكِّمُوا و خُيّرُوا بين القَتل و الكفر، فاختاروا الثبات على الإسلام مع القتل.
[1] يروى بالشين و السبن.
[2] فى اللسان: «دوائرها».
[3] فى القاموس: و كمحدَّث فى شعر طرفة الشيخ المجرب، و غلط الجوهرى فى فتح كافِهِ.
و المحكمون من أصحاب الأخدود يروى بالفتح و الكسر.
[4] و بيت طرفة بن العبد هو قوله:
ليت المحكَّم و الموعوظَ، صوتَكما * * * تحت التراب إذا ما الباطلُ انْكَشَفا