responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحاح‌ تاج اللغة و صحاح العربية نویسنده : الجوهري، أبو نصر    جلد : 5  صفحه : 1867

و الثانى أن تكون منقطعة مما قبلها خبراً أو استفهاماً. تقول فى الخبر: إنّها لَإبِلٌ أمْ شَاءٌ يا فتى. و ذلك إذا نظرت إلى شخص فتوهَّمْتَه إِبِلًا، فقلتَ ما سبق إليك، ثم أدرككَ الظنُّ أنه شَاءٌ، فانصرفْتَ عن الأول فقلت أَمْ شَاءٌ، بمعنى بَلْ؛ لأنَّه إضرابٌ عما كان قبله، إلَّا أن ما يقعُ بعد بَلْ يقينٌ، و ما بعد أَمْ مَظْنُونٌ.

و تقول فى الاستفهام: هل زيدٌ منطلقٌ أَمْ عمروٌ يا فتى، إنّما أضربْتَ عن سؤالك عن انطلاق زيد و جعلْتَه عن عمرو، فَأَمْ معها ظنٌّ و استفهامٌ و إضرابٌ. و أنشد الأخفش [1]:

كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأيتَ بِواسِطٍ * * * غَلَسَ الظَلَامِ من الرَبابِ خَيالا

قال تعالى: لٰا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعٰالَمِينَ.

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرٰاهُ. و هذا كلامٌ لم يكن أصلُه استفهاماً. و ليس قوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرٰاهُ شَكًّا، و لكنه قال هذا التقبيح صنيعهم. ثم قال:

بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ كأنَّه أراد أن يُنَبِّه على ما قالوه، نحو قولك للرجل: الخيرُ أحبُّ إليك أم الشرّ؟ و أنت تعلم أنَّه يقول الخير، و لكن أردتَ أن تُقَبِّحَ عنده ما صَنَع.

و تَدْخُلُ أَمْ على هَلْ فتقول: أَمْ هَلْ عندك عمروٌ. و قال [2]:

أَمْ هَلْ كبيرٌ بكى لم يَقْضِ عَبْرَتَهُ * * * إتْرَ الأحِبَّةِ يومَ البَيْنِ مشكومُ [3]

و لا تدخل أَمْ على الألف، لا تقول أَ عِنْدَكَ زيدٌ أَمْ أَ عِنْدَكَ عمرٌو، لأنّ أصل ما وُضِعَ للاستفهام حرفان أحدهما الألِف و لا تقع إلّا فى أول الكلام، و الثانى أَمْ و لا تقع إلَّا فى وسط الكلام، و هَلْ إنما أقِيمَ مقام الألف فى الاستفهام فقط، و لذلك لم يقع فى كلِّ مواقع الأصل.

و أَمْ قد تكون زائدة، كقول الشاعر:

* يا هِنْدُ أَمْ ما كان مَشْيِى رَقَصَا [4]*


[1] للأخطل.

[2] علقمة بن عبدة.

[3] مشكوم: مُثَابٌ و مُكافَأٌ.

[4] فى اللسان: «يا دَهْنُ» أراد يا دَهْنَاءَ فرخّم. و أَمْ زائدة أراد: ما كان مَشْيِى رَقَصًا، أى كنت أتَوَقّصُ و أنا فى شبيبتى، و اليوم قد أسْنَنْتُ حتّى صار مَشْيى رَقَصاً و التَوَقُّصُ: مقاربة الخَطْوِ. و بعده:

* بلْ قد تكُون مِشْيَتى تَوَقُّصَا*

نام کتاب : الصحاح‌ تاج اللغة و صحاح العربية نویسنده : الجوهري، أبو نصر    جلد : 5  صفحه : 1867
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست