قال: و الْفَرَقُ أيضا من قولهم: هذه أرضٌ فَرِقَةٌ، و فى نبتها فَرَقٌ، إذا كان مُتَفَرِّقاً و لم يكن منَّصلًا.
و يقال: هو أَبْيَنُ من فَرَقِ الصُبح، لغة فى فَلَقِ الصبح.
و الْفِرْقُ بالكسر: القطيع من الغنم العظيمُ.
قال الراعى:
و لَكِنَّمَا أَجْدَى و أَمْتَعَ جَدُّهُ * * * بِفرْقٍ يُخَشِّيهِ بهَجْهَجَ نَاعِقُهْ
يهجو بهذا البيت رجلًا من بنى نميز يلقَّب بالحَلَال، و كان عَيَّره بإبله، فهجاه الراعى و عيَّره بأنه صاحبُ غنم، و مدح إبلَه. يقول: أمتعه جَدُّه، أى حَظُّه بالغنَم، و ليس له سواها. ألا ترى إلى قوله قبل هذا البيت:
و عَيَّرَنِى الإبْلَ [1] الحَلَالُ و لم يكن * * * ليجعلَها لابن الخَبِيثَةِ خَالِقُهْ
و الْفِرْقُ: الفِلْقُ من الشئ إذا انْفَلَقَ، و منه قوله تعالى: فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّفِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ.
و ذاتُ فِرْقَيْنِ، التى فى شعر عبيد بن الأبرص [2]: هَضْبةٌ بين البصرة و الكوفة.
و الْفِرْقَةُ: طائفةٌ من الناس، و الْفَرِيقُ أكثر منهم. و فى الحديث «أَفَارِيقُ العرب»
، و هو جمع أَفْرَاقٍ، و أَفْرَاقٌ جمع فِرْقَةٍ.
قال الأصمعى: أَفْرَقَ المريضُ من مرضه، و المحمومُ من حُمَّاهُ، أى أقبَلَ. قال أعرابىٌّ لآخر:
ما أَمَارُ إِفْرَاقِ المورودِ؟ فقال الرُحَضَاءُ! يقول:
ما علامةُ بُرْءِ المحمومِ؟ فقال: العَرَقُ.
و ناقةٌ مُفْرِقٌ، أى فَارَقَهَا ولدُها بموتٍ.
و الْفَرِيقَةُ: تمرٌ يُطْبخ بحُلْبةٍ للنُفَساء. قال أبو كَبير:
و لقد وَرَدْتُ الماءَ [3] لَوْنُ جِمَامِهِ * * * لونُ الْفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ