و المَسْجِد و المَسْجَد: واحد المَسَاجِد. قال الفرّاء: كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُلُ مثل دَخَل يَدْخُلُ فالمَفْعَلُ منه بالفتح، اسْماً كان أو مصدراً، و لا يقع فيه الفَرْقُ، مثل دَخَلَ مَدْخَلًا، و هذا مَدْخَلُهُ، إلّا أَحرفاً من الأسماء أَلْزَموها كسرَ العَيْن. من ذلك: المَسْجِد، و المَطْلِعُ، و المَغْرِبُ، و المَشْرِقُ، و المَسْقِطُ، و المَفْرِقُ، و المَجْزِرُ، و المَسْكِنُ، و المَرْفِقُ من رَفَقَ يَرْفُقُ، و المَنْبِتُ، و المَنْسِكُ من نَسَكَ يَنْسُكُ.
فجعلوا الكسر علامةً للاسم. و رُبَّمَا فَتَحَهُ بعض العَرَب فى الاسم، قد رُوِى مَسْكِنٌ و مَسْكَنٌ، و سمعنا المَسْجِد و المَسْجَدَ، و المَطْلِعَ و المَطْلَع.
قال: و الفتح فى كلِّه جائز و إن لم نَسْمَعْه.
و ما كان من باب فَعَل يَفْعِلُ مثل جَلَسَ يَجْلِسُ فالموضع بالكسر و المصدر بالفتح، للفرق بينهما، تقول: نَزَلَ مَنْزلًا بفتح الزاى، تريد نَزَلَ نُزُولًا؛ و هذا مَنْزِلُهُ فتكسر، لأنّك تعنى الدار؛ و هو مذهَبٌ تفرَّد به هذا الباب من بين أَخواته. و ذلك أنّ المواضع و المصادر فى غير هذا الباب تُرَدُّ كلُّها إلى فتح العين، و لا يقع فيها