فلستَ لإنْسِىٍّ و لكنْ لملْأَكٍ * * * تنزَّل من جوِّ السماء يَصُوبُ
و التَّصَوُّبُ مِثله. و صَوَّبْتُ الفرس، إذا أرسلتَه فى الجَرْىِ. و قال امرؤ القيس:
فصَوَّبْتُهُ كأنَّهُ صَوْبُ غَبْيَةٍ * * * على الأَمْعَزِ الضَاحى إذا سِيطَ أَحْضَرَا
و يقال صَابَه المطر، أى مُطِرَ. و صاب السهمُ يَصُوبُ صَيْبُوبَةً، أى قَصَد و لم يَجُرْ. و صابَ السهمُ القِرطاسَ يَصِيبُهُ صَيْباً، لغةٌ فى أصابه.
و فى المثل: «مع الخواطئ سهمٌ صائب».
و قولهم: دعْني و عليَّ خَطَئِي و صَوْبِي، أي صوابى. قال الشاعر [1]:
دعينى إنّما خَطئي و صَوْبِي * * * علىَّ و إنَّ ما أهلكْتُ مَالُ [2]
قوله مَالُ بالرفع، أى و إنّ الذى أهلكتُ إنما هو مالٌ.
و أصابَه، أى وجده. و أصابته مصيبة، أى أخذته، فهو مُصَاب. و المُصَابُ: قصب السكر.
و أصاب فى قوله، و أصاب القِرطاسَ. و المُصاب:
الإصابة. و قال الشاعر [3]:
أَ سُلَيْمُ 1 إنَّ مُصابكم رَجُلًا * * * أهدى السلامَ تحيةً ظُلْمُ
و رجل مُصابٌ و فى عقله صَابَةٌ، أى فيه طَرَفٌ من الجنون.
و الصَّواب: نقيض الخطأ. و صوّبه، أى قال له أصبتَ. و استصوب فِعْلَهُ و استصاب فِعْلَه، بمعنًى. و صوَّب رأسَه، أى خفضه. قال ابن السكيت:
و أهل الفَلْج يسمُّون الجَرِينَ: الصُّوبة، و هو موضع التَمْرِ.
و تقول: دخلت على فلانٍ فإذا الدنانيرُ صُوبة بين يديه، أى مَهِيلَةٌ.
و المصيبة: واحدة المصائب. و المَصُوبة بضم الصاد مثل المصيبة. و أجمعت العربُ على همز المصائب و أصله الواو، كأنَّهم شبَّهوا الأصلىَّ بالزائد.
و يجمع أيضاً على مَصَاوِبَ و هو الأصل.
و قومٌ صُيَّاب، أى خيار. و قال 2:
[1] أوس بن غلفاء.
[2] قبله:
ألا قالت أُمَامَةُ يوم غُولٍ * * * تَقَطَّعُ بابن غلفاءَ الحِبَالُ
[3] الحارث بن خالد المخزومى.
[4] (1) قال ابن برى: الصواب أظليم ترخيم ظليمة، و هى أم عمران زوجة عبد اللّه بن مطيع. و كان الحارث ابن خالد بن العاصى المخزومى ينسب بها، و لما مات زوجها تزوجها. و بعده:
أَقْصَيْتِهِ و أراد سَلْمَكُمْ * * * فَلْيَهْنِهِ إذ جاءكِ السَلْمُ
فى اللسان: «أقصدته»، «إذ جاءكم فلينفع».
[5] (2) الراعى، أو ولده جندل.