القانون الحقيقي و بالتماس الجانب الشكلي منه و حسب-تارة بعنوان الحكم الجمهوري، و اخرى بنظام يقوم على الوراثة و الوصاية، و ثالثة بالاعتماد على نهج الاستبداد و القهر و الغلبة.

و حينئذ ستخضع هذه الامبراطورية، أو لنقل هذا النظام الاجتماعي، كسواه من الانظمة الاجتماعية الاخرى، الى سلطة السنن و القوانين الطبيعية. فيدور شوطه في الحياة بين مراحل الطفولة و الشباب و الكهولة 64 .

و حيث بلغ النظام الاجتماعي اليوم مرحلة الشيخوخة و أضحى قديما متداعيا، فقد ترك مكانة تدريجيا الى النظم الاوربية [1] .

رابعا: على اثر العوامل التي احاطت بعلم الحديث، بثّ الاخير حالة من الجمود و الركود في سائر العلوم الاسلامية، و كنتيجة لركود العلوم-بتأثير علم الحديث-اختفت حرية البحث النقدي المنفتح، و افتقدت العلوم فرصتها في النمو الحقيقي كما سنشير الى ذلك اجمالا.

التفسير

على صعيد التفسير، بقي الاطار العام لا يتعدى جمع آراء الصحابة و التابعين و ما روي عنهم في شأن التفسير، بالإضافة الى ما نقل من رؤى ادبية بسيطة

[1] يريد المؤلف ان يطبق عناصر التحليل التأريخي للتخلف و التقدم على التأريخ الاسلامي الذي انحرف باكرا عن المسار الصحيح، و بقدر انجرافه ابتعد عن الدين و معاييره، و اخذ كأيّ منهج اجتماعي آخر يخضع لشروط و نواميس تدفعه دفعا الى مصيره. و من الواضح ان كلام المؤلف هذا الذي يعود لسنة 1958 لم يأخذ بنظر الاعتبار التحولات الاخيرة التي شهدها العالم الاسلامي و تدخل بأجمعها في نطاق عنوان عام هو: العودة الى الاسلام. [المترجم‌]