responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 65

على اساس مراتب وضعها، ليؤسّس-بذلك، و لأوّل مرة في تأريخ الاسلام-قواعد الاختلاف الطبقي الذي جرّع المسلمين فيما بعد أمرّ النتائج، و جرّ لهم الويلات 23 .

و في زمان حكومته كان معاوية يمارس من خلال ولايته على الشام حكما كسرويا -قيصريا لم يكن يعدو بحال شكل السلطنة الاستبدادية.

و حجة معاوية في تسويغ هذه الطريقة في الحكم أنّه كان مضطرا إليها بحكم مجاورته للامبراطورية الرومية (!) و قد قبل الخليفة هذا العذر منه، و أمضاه فيما هو عليه، دون ان يعترض عليه بعد ذلك 24 .

في ظلّ هذه الاوضاع، راجت في أوساط المحدّثين روايات عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) تنظر الى اصحاب النبي بوصفهم مجتهدين يؤجرون إن أصابوا، و يعذرون إن أخطئوا 25 .

و المفهوم الذي تنطق به هذه الروايات ألقى في أذهان عامّة المسلمين معنى يمنح الصحابة نوعا من الصيانة و يحيطهم بشكل من العصمة الدينية، بحيث يمكنهم أن يجنحوا الى ارتكاب اي عمل شاءوا، دون ان يكون من حقّ غير الصحابي أن يسجّل اعتراضا عليهم أو ينعتهم بالمؤاخذة.

و مثل هذا الامتياز الديني يبعث في الصحابة روحا استبدادية عجيبة.

فبالاضافة الى الخلافة كان زمام حكم الاقاليم و الممالك المفتوحة و قيادة جيوش الاسلام و عساكره بيد هؤلاء، على الأغلب 26 .

هذه الآثار الفاسدة هي مما ترتّب على انبثاق نظرية «جواز تغيير بعض الاحكام الدينية الثابتة تبعا للمصالح الزمنية» التي كسبت لنفسها موقعا داخل المجتمع الاسلامي. غ

نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست