المشكلات التي تنبّأ بها الشيعة

أحسّ الشيعة أنّ تجاوز النصّ الصريح الدالّ على الولاية، و التذرّع بمسألة «صلاح المسلمين» إنّما يعبّر عن ممارسة تنبع من عقيدة خاصّة، و إن كانت الاكثرية لم تتظاهر بتلك العقيدة، و ربما أيضا كان الكثير من هؤلاء لم يفهموها و يدركوا مغزاها. و فحوى هذه العقيدة: انّ من الممكن لأحكام الاسلام الثابتة و غير القابلة للنسخ بنصّ القرآن 13 ان تتغيّر بتبعيتها للمصالح المتغيّرة وفقا لاختلاف الظروف و العوامل.

لقد أدرك الشيعة انّ هذه العقيدة اذا اكتسبت لها موقعا في ذهنية المسلمين و أخذت تتحرك بحرية في دائرة عقولهم، فمعنى ذلك ان بابا سيفتح على الاسلام يجلب المخاطر التالية:

أوّلا: أن تسقط الولاية و الحكومة الاسلامية بيد أشخاص ليس لهم شي‌ء من المصونية الربانية. و الاثر المباشر الذي يترتب على ذلك ان يتحوّل المحيط الاسلامي الذي بلغ ذروة الحرية (و بنسبة مائة بالمائة) الى محيط متحلّل فاسد.