responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 159

معرفة اللّه‌

قبل مدة بعث احد الاصدقاء من لندن رسالة يطلب مني فيها، أن اعالج له اشكالا بهذا المضمون: انّ جميع الموجودات في العالم، هي طبقا للقرآن و الحديث، آيات اللّه العظيم و تدلّ على وجوده، في حين نعرف ان الكبير لا يعرف بالصغير.

فاثنين زائد اثنين يساوي أربعة، فكيف يمكن ان نستفيد نتيجة الخمسة من اثنين زائد اثنين!

لم تكن للصديق المذكور معرفة كاملة بمباحث فلسفة ما وراء الطبيعة، لذلك لم ادخل في جوابي على الرسالة، في كشف المغالطة التي ينطوي عليها الاشكال، و انما اكتفيت بحلّ المسألة الاصلية، حيث كتبت له: من الطبيعي ان الاحاطة العلمية بالوجود الصغير لا توجب الاحاطة بالاكبر؛ و ان تعلّق المعرفة بشي‌ء تنتج معرفة بحدّ وجود الشي‌ء نفسه. و نحن في معرفتنا للممكن لا نروم ان نصل الى الاحاطة بالذات الواجبة، التي لا تقاس عظمتها بالوجود الامكاني، و إنّ حقيقة الاستدلال، هي بهذا الشكل: انّ الوجود الممكن يحتاج الى ما هو خارج عن وجوده.

و المحتاج بدون طرف احتياج يرفع احتياجه، لا معنى له. اذن: لكل الممكنات، (اي لجميع العالم) ، طرف احتياج خارج عنه، و هذا هو اللّه.

و في الحقيقة انّ ما فعلناه، اننا بإثباتنا صفة واحدة للممكن (و هي ان له احتياجا) حصلنا على صفته الاخرى (و هي أنّ له رافعا للاحتياج) .

بعد ان استلم صديقي رسالتي، بعث برسالة اخرى ذكر لي فيها ما يلي: «إنّ فهم الجملة الاخيرة في جوابك لا يخلو بالنسبة لي من صعوبة، لكوني لا أملك

نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست