responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 184

بصدق هذه الدعوى التي ادّعاها؟إن الشيعة تقول و تروي عن أئمتها: إن اللّه خلق الجنّة لمن أطاعه و لو كان عبدا حبشيا، و النار لمن عصاه و لو كان سيّدا قرشيا، و تقرأ كتاب ربّها الّذي فيه أن النار للعاصين و الجنّة للمطيعين، و تقول إنّ المؤمن العاصي لا يخلّد في النار كما يقول بذلك أهل السنّة.

تاسعا: قوله: إن النصرانية ظهرت في التشيّع في قول بعضهم أن نسبة الإمام إلى اللّه كنسبة المسيح إليه، و إن اللاّهوت اتحد بالنّاسوت في الإمام عار عن الصحة، فالشيعة تعتقد في الإمام أنه نائب عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إن نسبته إلى اللّه أنه عبد للّه، كما أن نسبة المسيح إلى اللّه أنه عبد للّه، و هذا الّذي حكاه كلّه كذب و افتراء لا تقول به الشيعة كلّها و لا بعضها، و إن وجد بين النّاس من يقول بأن اللاّهوت اتحد بالنّاسوت في عليّ بن أبي طالب فلا يصح عدّه من الشيعة، و لا القول بأن النصرانية ظهرت في التشيّع من قول هذا القائل، لأنّ الشيعة تبرأ من كلّ قائل بهذا و أمثاله و تعدّه خارجا عن دين الإسلام، و ليس هو من التشيّع في شي‌ء.

عاشرا: قوله: و إن النبوّة و الرسالة لا تنقطع أبدا... الخ، هذا أيضا كسابقه كذب و زور و افتراء و بهتان، نعم روى غير الشيعة أن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: ما أبطأ عنّي جبرائيل إلاّ و ظننت أنه بعث إلى فلان، و هو يوجب أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين يبطى‌ء عنه جبرائيل يظن أن اللّه تعالى عدل عن نبوّته إلى غيره، و شكّ في استمرار نبوّته و في صدق إخبار اللّه له أنه خاتم النبيّين.

و قد ظهر في هذا العصر قول ممن ينتسب إلى التسنن و كان أصله من المتسمين بأهل السنّة بأن النبوّة و الرسالة لم تنقطع، و أنه هو المسيح، و أن محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليس هو آخر الأنبياء، فهل لأحد أن يعيب السنيّين بذلك؟

و الحاصل أن الشيعة تبرأ من كلّ من يؤله البشر، أو يقول إن النبوّة و الرسالة لا تنقطع أبدا-إن فرض وجوده-و تكفّره و تضلّله، فهل يستحل ذو دين أن ينسب من يقول بهذين إلى الشيعة و هي تبرأ منه، كما لا يجوز نسبة المجسّمة و المشبّهة إلى الإسلام، و لا يجوز أن يعاب به المسلمون و إن فرض أن أحدا ممن يقول بهذه‌

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست