responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 928

الوافقين معه: انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنة، فيسلّم عليهم المذنبون، و ذلك قوله: سَلٰامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهٰا وَ هُمْ يَطْمَعُونَ أن يدخلهم اللّه إيّاها بشفاعة النبي و الإمام، و ينظر هؤلاء [المذنبون] إلى أهل النار، فيقولون: رَبَّنٰا لٰا تَجْعَلْنٰا مَعَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ و ينادي أصحاب الأعراف و هم الأنبياء و الخلفاء رجالا من أهل النار و رؤساء الكفّار يقولون لهم مقرّعين: مٰا أَغْنىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ و استكباركم أَ هٰؤُلٰاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لٰا يَنٰالُهُمُ اللّٰهُ بِرَحْمَةٍ إشارة لهم إلى أهل الجنّة الذين كان الرؤساء يستضعفونهم و يحتقرونهم بفقرهم، و يستطيلون عليهم بدنياهم، و يقسمون أنّ اللّه لا يدخلهم الجنّة. يقول أصحاب الأعراف لهؤلاء المستضعفين عن أمر من أمر اللّه عزّ و جلّ لهم بذلك: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لٰا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لٰا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ أي لا خائفين و لا محزونين [1]».

و ليعلم أنّ الأئمة (عليهم السلام) لفرط معرفتهم و شدّة بصيرتهم و علوّ مكانتهم و رفعتهم ينظرون إلى سائر الناس في درجاتهم و دركاتهم، و يميّزون السعداء عن الأشقياء على معرفة منهم بهم، و هم بعد في هذه النشأة، كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له بقوله: «أقسم بربّ العرش العظيم، لو شئت أخبرتكم بآبائكم و أسلافكم أين كانوا و ممّن كانوا و أين هم الآن، و ما صاروا إليه» و كحارثة بن النعمان الذي كان ينظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنة، و إلى أهل النار يتعاوون في النّار، و كان بعد في الدنيا، كما مرّ حديثه في باب حقيقة الإيمان و اليقين من كتاب الإيمان و الكفر، بل أكثر أحوال الآخرة بالنسبة إليهم (عليهم السلام) كان مبيّنا كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» [2] رزقنا اللّه فهم حقائق الأسرار، و حشرنا مع المصطفين الأخيار بمنّه وجوده.

آخر كتاب الموت و البعث

*


[1]. جوامع الجامع 1: 421؛ و الآيات من سورة الأعراف (7): 46- 49.

[2]. بحار الأنوار 27: 307/ 7.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 928
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست