responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 916

نفسي نفسي، و أنت تقول: يا ربّ أمّتي أمّتي، ثم يوضع عليها صراط أدقّ من الشعر، و أحدّ من السيف، عليه ثلاث قناطر: الأولى عليها الأمانة و الرحمة، و الثانية عليها الصلاة، و الثالثة عليها ربّ العالمين لا إله غيره، فيكلّفون الممرّ عليها، فتحبسهم الرحمة و الأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين، و هو قول اللّه تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصٰادِ [1].

و الناس على الصراط، فمتعلّق يزلّ قدم، و يثبت قدم و الملائكة حولها ينادون:

يا حليم يا كريم اعف و اصفح وعد بفضلك و سلّم، و الناس يتهافتون فيها كالفراش، فإذا نجا ناج برحمة اللّه تعالى نظر إليها فقال: الحمد للّه الذي نجّاني منك بعد يأس بفضله و منّه، إنّ ربّنا لغفور شكور» [2].

* بيان

«جهنّم» عبارة عن باطن هذه النشأة إذا ظهرت في النشأة الأخرى و برّزت، و إنّما تقاد بألف زمام لأنّها عالم التضادّ، فلا تجتمع أجزاؤها إلّا بأزمّة التسخير بأيدي ملائكة غلاظ شداد و «الهدّة» الهدم الشديد و الصوت الغليظ و «التحطّم» التلظّي و «الحطمة» كهمزة: من أسماء جهنّم، و كذا لظى و «الزفير» صوت النار إذا توقدت و «الشهيق» تردّد البكاء في الصدر، و نهاق الحمار و «العنق» القطعة من الشيء.

و «الصراط» هو الطريق إلى الآخرة، و بيان ذلك أنّ لكلّ إنسان من ابتداء حدوثه إلى منتهى عمره انتقالات جبلّية و حركات طبيعية لا يزال ينتقل من صورة إلى صورة حتى يتّصل بالعالم العقلي و يلحق بالملإ الأعلى إن ساعد التوفيق و كان من الكاملين، أو بأصحاب اليمين إن كان من المتوسّطين، و يحشر مع الشياطين و الحشرات في عالم الظلمات إن ولّاه الطبع أو الشيطان و قارنه الخذلان، و هذا معنى الصراط و المستقيم منه: ما إذا سلكه أوصله إلى الجنة، و هو ما يشتمل عليه الشرع وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ* صِرٰاطِ اللّٰهِ [3] و هو صراط التوحيد و المعرفة، و التوسّط بين الأضداد في الأخلاق، و التزام صوالح الأعمال، و بالجملة صورة الهدى الذي استفاده المؤمن من إمامه، و يسلكه ما دام في هذه النشأة، و هو أدقّ من الشعر، و أحدّ من السيف، مظلم لا يهتدي إليه إلّا من جعل اللّه له نورا يمشي به في الناس، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم، و هو هنا معنى كسائر


[1]. الفجر (89): 14.

[2]. الكافي 8: 312/ 486.

[3]. الشورى (42): 52- 53.

نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 916
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست