نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 875
[2325] 2. الكافي: عنه (عليه السلام): «إنّ اللّه تعالى نعى إلى نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) نفسه، فقال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ[1] و قال: كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ الْمَوْتِ[2].
ثم أنشأ يحدّث فقال: «إنّه يموت أهل الأرض حتّى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرئيل و ميكائيل».
قال: «فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي اللّه تعالى، فيقال له: من بقي؟- و هو أعلم- فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش و جبرئيل و ميكائيل، فيقال له: قل لجبرئيل و ميكائيل فليموتا، فيقول الملائكة عند ذلك: يا ربّ، رسولاك و أميناك، فيقول: إنّي قضيت على كلّ نفس فيه الروح الموت، ثم يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي اللّه تعالى، فيقول له: من بقي؟- و هو أعلم بذلك- فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت و حملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش فليموتوا، قال: ثم يجيء كئيبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال: من بقي؟ فيقول: يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت، فيموت، ثم يأخذ الأرض بيمينه و السموات بيمينه و يقول: أين الذين كانوا يدّعون معي شريكا؟ أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر» [3].
* بيان
لعلّ موت أهل السماء كناية عن فناء كلّ سافل منهم في عاليه، و لهذا يتأخّر موت العالي عن السافل، و إنّما يتأخّر موت ملك الموت عن الجميع لأنه به يحصل فناؤهم، و إنّما يعتريه الكآبة و الحزن على الموت لأنّ في جبلّة كلّ نفس ألا يسمح بما عنده إلّا بعد تيقّن حصول ما هو خير له مكانه، و ربّما لا يتيقّن بذلك إلّا بعد حصوله، و إنّما يأخذ كلتيهما بيمينه لأنه سبحانه متعال عن الشمال و قد ورد: «كلتا يدي الرحمن يمين» و اليد و اليمين في حقّه سبحانه كناية عن القدرة و القوة لتنزّهه عز و جل عن الجارحة قوله «أين الذين» يعني حتى يروا أنّ مال شركائهم إلى الفناء و أنّه لم يبق غيري.